قصيدتان


*عبد العزيز المقالح


رسالة
لم أكن نائماً عندما قامت
الحرب
كانت حجارة بيتي تئن من القصف
والليل مرتعش
وزجاج النوافذ تلهو شظاياه
فوق الأَسرَّةِ،
كانت عظامي ثابتةً
وجبال المدينة ثابتةً
بيد أني حزين!
]]]
تخرج اليمن الأم للطرق المقفرات
وتصرخ يا ويلتاه:
وتسأل أول خيطٍ من الفجر
ماذا جرى؟
كيف يقتل بعضي بعضي؟
وأسمل عيني بكفي
كيف متى حوَّلَ الحقدُ أبنائي الطيبين
ذئاباً
وها هو يسلبهم شرف الآدمية
يخجلني
ويحاصر روحي
ويمنع عينيَّ من أن تنام؟!
]]]
أيها النافرون إلى الحرب
أبناء عائلتي اليمنية،
قالت لي الأرض يكفي!
لقد شربت وارتوتْ
وما عاد في جوفها الرحب
متسعٌ للدماء
أفيقوا…
لا روافض في يمن اليوم
لا من نواصب فيهِ
ولكنها شهوة الحكم
هذي التي ستقود البلاد
إلى الهاوية!
]]]
أيها الأصدقاء الأجلّاء
لا تنصتوا لدعاة الحروب
وتجارها الآثمين
انصتوا لاستغاثات أطفالكم
لنداء الأرامل والأمهات
فقد طفح الدم
واحترقت سفن الحب
في يمن الحب
مات الضمير على أرضها
جفَّ نهرُ السلام.
يا رب
ربِّ،
تعجز أصواتنا
تعجز الكلمات التي أكتسبتْ
من بهائكَ نورَ الحروف
وماء المعاني،
تعجز يا سيدي أن تُحّرِك
هذي الصخور المسماة بالآدميةِ
وحدك يا رب
من سيعيد إليها قليلاً من العقل
بعض مشاعرها الآدميهْ.
ما الذي يفعل الشعر
والنثر
حين يلعلعُ صوتُ الرصاص
وينفلتُ الحقدُ
من فوّهات البنادق
لا أحدٌ سوف يكشف
هذا العماء الذي يطوي الأرض
غيرُك
يا من زرعتَ النجوم
على حافة الأفق
كيما تبدد من وحشة السائرين
إذا ما دجى الليل
واستحكمتْ في الدروب الذئابْ.
مرّ عامٌ من الحرب
كيف مضى؟
كيف مرّت عقاربهُ المثقلات
بما لا يقال
وما لا يطاق؟
وهل كانت الشمسُ تذرع وجه السماء
ولم تكترث للدماءِ المراقةِ
أم أن شمساً صناعيةً
لا ترى ما على الأرض
من جثثٍ ودماء.
____
*السفير الثقافي

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *