مهرجان الحمامات الدولي ينفتح على فضاءات جديدة


*صابر بن عامر

يعد مهرجان الحمامات الدولي بالتوازي مع مهرجان قرطاج الدولي من أعرق المهرجانات التونسية على الإطلاق، وهما اللذان يعيشان هذا الصيف دورتيهما الثانية والخمسين، ومهرجان الحمامات تظاهرة ثقافية وفنية تقام في المركز الثقافي الدولي بالحمامات خلال شهري يوليو وأغسطس من كل سنة.

وفي لقاء خاص بـ”العرب” أكد المسرحي التونسي معز مرابط المدير الجديد لمهرجان الحمامات الدولي ومدير المركز الثقافي الدولي بالحمامات أن دورة هذا العام ستكون ذات خصوصية منفردة من حيث البرمجة، التي ستأتي مخالفة لكل الدورات السابقة التي عرفها المهرجان على امتداد خمسة عقود مرّت.

مرابط قسم دورة هذا العام إلى ثلاثة عناوين كبرى “داخلي”، أي بالمسرح المحاري، و”خارجي”، في قلب مدينة الحمامات الشمالية، تحديدا في الواجهة البحرية للمدينة العتيقة، و”تصرّف الآن” بدار سيباستيان في المركز الثقافي الدولي بالحمامات، وهي عروض تجمع جلّ فنون الفرجة انطلاقا من المسرح مرورا بالتجليات والفنون التشكيلية وصولا إلى العروض الموسيقية الكبرى.

أقسام ثلاثة

أكّد معز مرابط في حديثه لـ”العرب” أن ميزة الدورة الـ52 تكمن في انفتاحها على فضاءات خارجية بمدينة الحمامات الشمالية، حتى يذهب الفن لعموم الناس، ولا يبقى حكرا على مرتادي المركز الثقافي الدولي بالحمامات بفضاءيه التقليديين: المسرح المحاري ودار سيباستيان، كما سينفتح المهرجان على فناني الجهة، من محافظة نابل ومدينة الحمامات تحديدا.

وفي هذا الباب سيكون لجمهور المهرجان ضمن قسم “خارجي” موعد يوم 12 يوليو المقبل مع عرض فني منوّع لفناني الجهة يجمع بين الرقص والموسيقى والتجليات المسرحية لمجموعات محلية معروفة كمجموعتي “زنزانة” و”زاد”، إضافة إلى تكريم الفنانة التونسية المخضرمة “نعمة” أصيلة مدينة أزمور التابعة لمحافظة نابل، وذلك في سهرة الاحتفاء بالعيد الوطني للمرأة الذي يوافق الـ13 من أغسطس من كل عام.

والفنانة التي سيكرّمها المهرجان ليلتها من خلال إنشاد مجموعة من فناني الجيل الجديد للأغنية التونسية لأغانيها بمرافقة موسيقية لفرقة الإذاعة التونسية، غنت في كل الأغراض، ولم تكتف بلون واحد، فرصيدها الغنائي يتجاوز 360 أغنية من تلحين أشهر الملحنين التونسيين على غرار خميس ترنان ومحمد التريكي وصالح المهدي والشاذلي أنور ومحمد رضا وسيد شطا وقدور الصرارفي وعلي شلغم وعبدالحميد ساسي، كما لحن لها من ليبيا كل من حسن العريبي وسلام قادري وكاظم نديم، ومن مصر لحن لها أيضا كل من يوسف شوقي وسيد مكاوي.

وفي ذات الليلة، أي عيد المرأة، سيتفاعل جمهور المهرجان علاوة على العرض التكريمي لنعمة مع ثلاثة عروض أخرى في أقسام المهرجان الثلاثة “الداخلي” و”الخارجي”، و”تصرّف الآن”، وهي تباعا المعرض التشكيلي للفنانة يمينة المثلوثي، والعرض الفرجوي “نسائيات في الحب والمقاومة” لفتحي العكاري، وأخيرا العرض المسرحي الجديد للفنان التونسي محمد رجاء فرحات والمعنون بـ”بورقيبة وحراير تونس”.

وفي المجال المسرحي الذي اعتاده جمهور الحمامات في كل موسم تقدم الدورة الجديدة آخر إنتاجات مركز الفنون الدرامية والركحية لمدينتي الكاف والقيروان التونسيتين، علاوة على جديد المسرح الوطني التونسي، كما تقدم رجاء بن عمار الملقبة بـ”الذئبة الجريحة” لنجاحها في معالجة القضايا العربية الراهنة بأسلوب لاذع، مسرحيتها الجديدة “نوافذ على..”.

وتفتتح عروض قسم “خارجي” في العاشر من يوليو المقبل بعرض “قعدة” (جلسة)، وهو عرض فرجوي موسيقي ومسرحي وراقص من إنتاج المهرجان، يجمع كلّا من “بنديرمان” وروضة بن عبدالله ومحمد علي شبيل والهادي العقربي وياسر الجرادي وحاتم دربال ورشدي بالقاسمي ومجد مستورة، وهو الحاصل على جائزة “الدب الفضي” لأفضل ممثل في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2016 عن أدائه في فيلم “نحبك هادي” للمخرج التونسي محمد بن عطية.

ومن الأسماء الموسيقية التونسية الشابة يحضر كل من صبري مصباح في عرض خاص، ومحمد علي كمون من خلال عرض أوركسترالي بعنوان “عطور”، ونضال اليحياوي وجهاد الخميري في العرض الموسيقي الشعبي “حلفاوين” وعمر الواعر في عرض لموسيقى الجاز، ونصرالدين شبلي من خلال العرض الغنائي التراثي “فلاّقة”.

عناوين كبرى
من العروض الكبرى التي ستؤمن فعاليات الدورة الثانية والخمسين لمهرجان الحمامات الدولي لهذا العام، تحل الفنانة ذات الأصل الفرنسي-المغربي هندي زهرة لأول مرة على الجمهور التونسي من بوابة مهرجان الحمامات، وهي التي تجمع في غنائها بين طبوع متنوعة تتأرجح بين الجاز والريغي والروك والفولك تتخللها إيقاعات مغاربية وأفريقية وتركية ولاتينية، وهي التي تؤدي أغانيها بالإنكليزية والفرنسية والأمازيغية والعربية العامية مرفوقة برقصاتها المميزة.

ويحضر من لبنان العرض الموسيقي المسرحي المثير للجدل “هشك بشك شو”، وهو عرض غنائي موسيقي يحاكي موسيقى الأفراح والكاباريهات التي كانت منتشرة في مصر في النصف الأول من القرن الماضي، هذا علاوة على العرض التونسي الغنائي الاستعادي لروائع أنغام الموسيقار عبدالكريم صحابو الذي سيقدم بنفسه رفقة ثلة من الفنانين المخضرمين والشبان تجربته الموسيقية التي امتدت زهاء ثلاثة عقود.

ومن المغرب يحضر الكوريغرافي البلجيكي المغربي سيدي العربي الشرقاوي، وهو أحد مشاهير الرقص الفني المعاصر في العالم، حيث في رصيده أكثر من ثلاثين عرضا والعديد من الجوائز العالمية، وهو الملقب من اليونيسكو بـ”فنان شاب من أجل الحوار بين ثقافات العالم العربي والغربي”، إضافة إلى تصميمه رقصات لأفلام مستوحاة من الأدب العالمي، منها فيلم “آنا كارينينا”. ومن الجزائر يحيي ملك الراي الجزائري الشاب خالد سهرة استثنائية بعد طول غياب عن مهرجان الحمامات الدولي وجمهوره.

ومن سوريا تحضر “فرقة شيوخ سلاطين الطرب” في سهرة قدود حلبية، كما تحضر الفنانة المخضرمة ميادة الحناوي لتمتع جماهيرها بروائع أغانيها الخالدة على غرار “أنا بعشقك” و”الحب إلي كان” و”سيدي أنا” وغيرها من الأنغام التي طبعت مسيرتها الفنية الغنية على امتداد أكثر من أربعة عقود، ومن الخليج، تحديدا السعودية، يحضر أيضا ولأول مرة في الحمامات النجم السعودي عبدالرحمان محمد صاحب أغنية “أصابك عشق” والتي مثلت الشعلة الأولى لانتشاره عربيا.
___
*العرب

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *