*زينب رَياض
خاص ( ثقافات )
اعترف لي صديقي منذ خمس سنوات ، بأنَّ جلده الناشف يشبه الرماد المشتت تحت الفرن و أَنَّه عالق بين الكرسي و الجدار ، طويل يبعث القمر إلى البلاد التي غابت عنها الشمس و يُعيد بيديه الغيمة التي لم تُملأ بعد ..
يقول لي و هو بارد جدا :
حلقي رطب كأرضية تزحلق ، خدشتُها بأصابعي عن طريق الخطأ ولوني الأسود .. فحم يضيء عتمة الليل ، إنِّي غير تعيس يا زينب .. كلا َّ ! إنني أحاول و المحاولة هي تدفق الدم في وريد غائب ، أحتاج قطعة سكر كلما بلعت الريق ، لا تُنهكني الأسئلة كما يُنهكني البرد و أنا ملتحف بالرغيف ، فيقتلني ..
لا أملِك الحذاء الذي لطالما رأيته جاهزا كي أرتديه في حين أنَّ أبي يستمتع بسجائره لوحده ..
أنا المشتاق و المبتعد كليا عن النساء ، أرى فيهن الجمال وحده و الجسد وحده ، أمنع نفسي عن الزواج خوفا من السقوط كما أمتنع عن المرآة لأنَّها ضلعي الزجاجي ..
يُمكنني البكاء الآن .. رُبما ! فإن بكيتُ يا زينب .. أعيدي إليَّ جروحي و لا تمنعي نفسك من العناق فالبهجة هي أنتِ و إنِّي لا أُحبك .