*محمد حنفي
يثبت الفنان الكبير يحيى الفخراني من عام إلى آخر أنه فرس الرهان في دراما رمضان، فلا يمكن تخيل دراما رمضان من دون وجود الفخراني، والفخراني عند حسن ظن الجمهور دائما بأدواره التي ينتقيها بعناية، وأدائه المدهش العفوي الذي لا يعرف معنى الافتعال، الفخراني يحطم دائما مقولة «الجمهور عايز كده»، لكن الجمهور يؤكد بالاحتفاء بأعمال الفخراني أنه يريد دراما محترمة تناقش قضية وتحمل هدفا بعيدا عن الإسفاف والأجساد العارية والبلطجة.
◗ عمل مختلف
هذا العام يطل علينا الفخراني، كعادته، بعمل مختلف غير تلك الدراما الاستهلاكية السائدة، من خلال مسلسل «ونوس» الذي تم تغيير اسمه ثلاث مرات من «فتنة» إلى «في بيتنا ونوس» وأخيرا اسمه الحالي «ونوس»، أكثر من فضائية عربية منها cbc وقناة ابو ظبي للدراما.
يشارك الفخراني في البطولة نبيل الحلفاوي، هالة صدقي، حنان مطاوع، محمد شاهين، سماح السعيد، نيقولا معوض، نهير أمين، نهى عابدين، محمد كيلاني، إنعام سالوسة، علاء زينهم، دنيا عبدالعزيز، والمسلسل من إخراج شادي الفخراني.
أما كاتب العمل فهو حكاية أخرى من النجاح، إنه الكاتب عبدالرحيم كمال، الذي قدم للفخراني في السنوات الماضية مجموعة من أهم أعماله الدرامية؛ مثل «شيخ العرب همام» و«الخواجة عبدالقادر» و«دهشة»، في كل عمل يثبت عبدالرحيم أنه كاتب من قماشة مختلفة فهو يقدم أعمالا خارج المألوف، تحير الجمهور لكن تمنحه المتعة، وأعمال عبدالرحيم ممزوجة بحس صوفي وبلغة طازجة وهو مؤلف مغرم بالماورائيات.
◗ صراع الأم والأبناء
تدور أحداث مسلسل «ونوس» من خلال عائلة «ياقوت» الذي يهجر زوجته وأبناءه، ويختفي لمدة 20 عاما، ثم يظهر فجأة «ونوس» صديق الاب ليدل أسرته على مكان إقامته ويخبرهم أنه ربح قضية منظورة أمام المحاكم منذ سنوات طويلة وربح مع أبيهم الملايين، ولا سبيل لحصولهم على نصيبهم من تلك الملايين إلا بإقناع الأب بالعودة وتوقيعه ليحصل على نصيبه من الثروة، ويبدأ الصراع بين الأم «انشراح» التي تريد الحفاظ على أبنائهم من المغامرة غير المحسوبة، والابناء الذين يريدون عودة الأب والحصول على الملايين وينجح «ونوس» في استمالتهم الواحد تلو الآخر.
دور الفخراني يصيب المشاهد بالحيرة منذ المشهد الأول، هل هذا الرجل الغامض ينتمي إلى البشر أم أنه يجسد دور الشيطان، وهو يذكرنا بمسرحية غوته «فاوست» الذي عقد صفقة مع الشيطان مع اختلاف المعالجة، ثم ان ونوس يأتي بأفعال وقدرات خارقة لا يقوى عليها البشر، مثل قدرته على إعادة المشي إلى الطفل حفيد ياقوت بعد أن فشل الأطباء.
يحيى الفخراني، كعادته، يسرق الصورة من الجميع؛ ففي كل مشهد يبدو كالساحر الذي لا تنتهي حيله وتثير الإعجاب والتصفيق، ويشهد المسلسل حالة من التألق الجماعي لنجومه بداية من النجمين الكبيرين نبيل الحلفاوي وهالة صدقي، مرورا بجيل الشباب حنان مطاوع، محمد شاهين، سماح السعيد. مسلسل «ونوس» عمل درامي لا يستحق المشاهدة فقط، وإنما يستحق أن يكون بين مسلسلات القمة في دراما رمضان.
____
*القبس