ليڤينتال: الرواية يجب أن تكون أكثر من مجرد قصة مختلقة



*ريتشارد لي / ترجمة: محمد الضبع


يقول “فاديم ليڤينتال”: “إن كنت تقوم بشيء جديد، خارج عن المعتاد والمألوف، فإن هذا يعني بشكل مباشر أنك ستغضب الكثير من القرّاء”، وهو الذي وجد نفسه في القائمة القصيرة لجائزة الكتاب الكبير في روسيا عن روايته “ماشا ريجينا”، ولكنه لا يتوقع أن يحصل على أي شهرة في الفترة الحالية، لا يوجد شك في أن ما يقوم به “ليڤينتال” في كتاباته هو عمل غير عادي: استطاع كتابة رواية تعبر عن ما بعد الحداثة، وتصف انتقال ماشا من فتاة ريفية بسيطة إلى فنانة متوحدة ومخرجة أفلام عالمية، مع رصد الثمن العاطفي الذي قامت بدفعه ماشا خلال انتقالها بين تجارب حياتها المختلفة. ولكنه عندما بدأ بكتابة الرواية لم يكن يعلم على الإطلاق أين ستتجه القصة بالبطلة. يقول “ليڤينتال”: “أول ما يهم بشأن هذه الرواية هو إيقاع أول جملتين، ثم تظهر فتاة فجأة وأحاول أن أتخيل هويتها وماذا بإمكانه أن يحدث لها لاحقًا”.
“ليڤينتال” يتحدث عن روايته ويقول: “لم يكن شكل الرواية واضحًا بالنسبة لي، عندما بدأت بالكتابة عنها لم أكن أعرف من هذه الفتاة. ثم أصبحت الفتاة حية بجسد ودم، ثم أصبحت أخيرًا شخصية مستقلة، وصنعت هذه الشخصية الرواية بأكملها.” ولم تظهر خطة الرواية إلا في الفصل الثالث أو الرابع. يقول: “عند تلك المرحلة استطعت فهم قوس الرواية ثم اتجهت لملأ الفراغات بالتفاصيل”.. قصة ماشا تتداخل مع هذا القوس بطريقة فنية، عندما تذهب فتاة المدرسة لتأخذ لجدتها حساء الفاصوليا، وتموت السيدة العجوز أمامها. ثم تقوم ماشا بصب الحساء حول شجرة كمثرى في الحديقة وتعود للمنزل، وهي تشعر بقوة غريبة، “وكأن وفاة جدتها أعطتها هدية من نوعٍ ما”، تحاول الرواية ربط الماضي والمستقبل في لحظة واحدة بطريقة تيليسكوبية، بالقفز من الواقعية المباشرة للكشف عن أن اختياراتنا في الحياة محكومة بالعدد المحدود من الأدوار التي نلعبه في قصص حياتنا.
تقول مترجمة الرواية ليسا سي هايدن، إنها وجدت “ماشا ريجينا” رواية صعبة الوصف؛ لأنها تجمع العديد من العناصر المختلفة. “إنها سيرة ذاتية خيالية، ولكنها في الوقت نفسه أكثر من ذلك بكثير، إنها مليئة بالفكاهة والفلسفة، وتحتوي على العديد من الأشياء”.
يقول “ليڤينتال”: “على رواية القرن الواحد والعشرين أن تكون أكثر من مجرد قصة مختلقة. عندما تكتب، هنالك شيء يحدث في جسدك أستطيع الإحساس بدفء جسد ماشا. كان من الممكن قبل مئة وخمسين سنة أن تتفق مع القارئ على أن تخبره قصة خيالية، ليوافق على قراءتها والاستمتاع بها، ولكن في هذه الأيام أصبح هذا النوع من الاتفاقات مستحيلًا، لأننا نملك عددًا هائلًا من الأعمال الجيدة المستندة على أحداث حقيقية، العديد من كتب السير الذاتية، والتقارير الصحفية، لماذا يجب علي أن أقرأ الروايات الخيالية إن كان هنالك العديد من الكتاب الرائعة المستندة على أحداث حقيقية؟ لذلك أظن على كاتب الرواية الخيالية أن يقوم بعقد اتفاق مختلف مع القارئ: سأخبرك بقصة، ودعنا نتظاهر بأنها حقيقية، هذا اتفاق بإمكان القارئ الموافقة عليه”.
_______
*جريدة الرياض

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *