ترجمة: أحمد فاضل
خاص ( ثقافات )
هذا الفيلم يتتبع المواضيع المتشابكة لحياة ماركيز ويعمل على كشف قوة لا تصدق من الخيال البشري ، فبمشاركة من المملكة المتحدة وإسبانيا تم تصوير هذا الفيلم التسجيلي الذي استغرق 90 دقيقة عن حياة “جابو “وهو اللقب الشهير للروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز من إخراج جوستين بستر وإنتاج كيت هورن ، يستكشف السبل التي مكنت هذا الفتى المتحدر من بلدة صغيرة على الساحل الكاريبي في كولومبيا على المضي قدما ليصبح من أكثر الكتاب الذين فازوا بمحبة قلوب الملايين من القراء والذي غير الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة في أدب أمريكا اللاتينية حتى بلوغه العالمية بفوزه بجائزة نوبل للآداب عام 1982 وذلك تقديرًا للقصص القصيرة والروايات التي كتبها والتي تجمع بين الخيال والواقع في عالم هادئ من الخيال المثمر والذي بدوره يعكس حياة وصراعات القارة التي ينتسب لها .
الفيلم يتطرق كذلك لتحفته الشعبية “100 عام من العزلة ” التي كتبها عام 1967 وتُعد من أفضل روايات القرن العشرين المنصرم طُبع منها حتى الآن أكثر من 30 مليون نسخه كما أنها ترجمت إلى ثلاثين لغة ، وهي من أكثر الروايات المقروءة والمترجمة للغات أخرى والتي
يروي الكاتب فيها أحداث مدينة من خلال سيرة عائلة بوينديا على مدى ستة أجيال والذين يعيشون في قرية خيالية تدعى (ماكوندو) التي تسمى الكثير من أبنائهم في الرواية بهذا الاسم ، ينشأ أغلبهم وسط الفقر والعنف متشبثين بخيط الحياة الواهي بينهم كما يعبر جابو مستخدما الواقعية السحرية في أجمل صورها .
الفيلم يتطرق كذلك إلى علاقاته الواسعة مع الصحافة ورجال القوات المسلحة في بلاده وكذلك بزعماء بعض الدول منهم فيدل كاسترو وبيل كلينتون الذي حاول إقناعه بضرورة فتح صفحة من العلاقات الجيدة مع كوبا ، وكان في طليعة من شارك في الصفحة التي شهدتها بلاده من صراعات سياسية منذ العام 1970 حتى 1980 ، الفيلم هو أكثر من مجرد سيرة يتتبع المواضيع المتشابكة لحياة غابرييل غارسيا ماركيز ويعمل على كشف قوة لا تصدق من الخيال البشري.
_________
عن / صحيفة بوسطن غلوب