فَتْوى


*عبد العالي النميلي


خاص ( ثقافات )
تَأَمَّلَتْ كَفّي مَلِيّاً 
حورِيَّةٌ مِنَ الْبَحْرِ
هالَها اسْتِسْلامي 
لِنَهْبِ الْمَوْجِ عَلى الصَّخْرِ
وَقَدْ وَلّى النَّهارُ
وَاحْمَرَّتْ دُموعُهُ الْمَسْفوحَةُ 
عَلى وَجْنَةِ الْأُفْقِ مِنَ الْقَهْرِ ،
وَقالَتْ بِحُنُوٍّ : 
-أَرى حَقلا كَثيفاً مِنَ الْقَمْحِ
قَدْ مالَتِ الرّيحُ صَوْبَ الشَّمالِ
بِسَنابِلِهِ الشُّقْرِ ،
وَأَرى صَبِيّاً
بادِيَ الْحُسْنِ 
عَلى حافَةِ الْبِئْرِ . 
قَلْتُ : 
– أَما حَقْلُ الْقَمْحِ
الْهارِبِ عَلى مَتْنِ الرّيحِ
بِسَنابِلِهِ الْبِكْرِ
فَعِشْقي الِأَوَّلُ
الذي أَوْرَثَني 
لَعْنَةَ الشِّعْرِ ،
وَأَمّا الطِّفْلُ الْمُعَلَّقُ 
بِأَعْلى فَرْعٍ مِنَ الْبِئْرِ
فَحُلْمٌ يَأْبى النُّمُوَّ
ما يَزالُ 
مُنْتَظِراً بِناصِيَةِ الْعُمْرِ ،
يَلْهو بِدَهْشَةَ أَبي نَرْسيسَ
الصّاعِدَةِ مِنَ الْقَعْرِ
طافِحَةً 
بآياتِ الْجَمالِ والسِّحْرِ . 
قالَتْ :
-إِنْ شِئْتَ 
حَوَّلْتُكَ إِلى كائِنِ بَحِرِيٍّ
وَخَلَّصْتُكَ مِنْ شُرورِ الْبَرِّ،
أَوْ جَعَلْتُكَ أُنْشودَةَ خُلودٍ 
في مَمْلَكَةِ الطَّيْرِ ،
فَلا تَنالُكَ مَوْجَةُ حُزْنٍ
وَلا لَوْثَةُ غَدْرٍ ؟
قُلْتُ :
-أُفَضِّلُ أَنْ أَصيرَ ذَرَّةَ فِتْنَةٍ
عَلى حُدودِ عُيونِكِ الْخُضْرِ .
_______
26 ماي 2016 . أكادير-المغرب

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *