*عبدالله بن عمر
“عمل الكاتب.. الكاتب وهو يعمل” عنوان كتاب ألفه الباحث أحمد المديني في نحو (100) صفحة، وهو صادر عن دار أزمنة.
يكشف الكاتب في مقدمة كتابه عن ولعه بسير الكتاب المبدعين، الذين أثروا في وجدان قرائهم، وتركوا وراءهم أعمالا عظيمة تخلد ذكرهم. ويتحدث المؤلف عن ميله إلى التعرف على جوهر حرفة الكاتب، وكيفية تشكل النص حال انتقاله من المعمل الداخلي في الكاتب، إلى المنتج النهائي الذي يطالعه الكاتب على هيئة كتاب.
ويعتب المؤلف على الحالة الثقافية العربية إهمالها الشديد لحرفة الكتابة، حيث لا يتحدث الكثير من الكتاب عن تجربة الكتابة ذاتها، بقدر حديثهم عن حيواتهم الخاصة، وتجاربهم ومغامراتهم وأسفارهم. في الوقت الذي يعتني فيه الكتاب الغربيون بإطلاع القارئ على “المحترف الإبداعي” الخاص بهم، ويذكر المؤلف في القسم الأول نماذج متعددة من تلك التجارب الكتابية التي نجح أصحابها في توثيقها.
في القسم الثاني من الكتاب: “كيف تصبح كاتباً، وما هي أدواتك؟” يذكر الكاتب بعض الوصايا العامة، والنماذج المختلفة في عملية الكتابة: استكشاف الإلهام، طقوس العمل، وتقنيات التأليف وفنياته.. كما يسهب في الحديث خاصة عن تقنيات الكتابة الروائية وآليات السرد القصصي، ويتحدث عن الكتابة باعتبارها عملا احترافياً، ولا يستغني العمل الاحترافي عن تصميم وخطة عمل.
النجاح، الفردية و”وسوسة” الكاتب الناشئ.. وتلك الأسئلة التي لا ينفك الكاتب المبتدئ يسأل عنها نفسه: “ما أنا من الإعراب في دنيا الكتابة؟ هل أمشي جيداً في سكة الكتابة أم لا”. وهي أسئلة مشروعة وطبيعية، وخير نصيحة توجه لمن تعاوده تلك الأسئلة، هي أن يكف عن النظر إلى ما يقوله عنه الآخرون، ويتأمل في دوافعه الذاتية العميقة.. هل تشعره بالحاجة إلى الكتابة أم لا؟.
في القسم الثالث والأخير يتحدث المؤلف عن كتاب “تقنية حرفة الكاتب” للكاتب الروسي فيكتور كلوفيسكي، الذي وجه فيه الكثير من النصح إلى الكاتب الناشئ، وقد حاول المؤلف أن يشير إلى أهم مباحث الكتاب.
______
*جريدة الرياض