*عمّار عبدربّه
“انتصار ضد كراهية إسرائيل”، هكذا اعتبرت أوساط الجالية اليهودية في مدينة كان مدينة في جنوب فرنسا، قرار منع عرض فيلم “ميونيخ : حكاية فلسطينية” للمخرج الوثائقي الفلسطيني نصري حجاج لأنه “يمس بذكرى الضحايا، ولأنه يشكل خطرا على الأمن العام”، بحسب بلدية كان.
وكان الفيلم الوثائقي الطويل الذي “يقدم مقاربة فلسطينية أولى لعملية ميونيخ كاشفا الكثير من الحقائق الجديدة والوثائق والشخصيات”، حسب تقديمه على موقع “الصندوق العربي للثقافة والفنون – افاق” الذي قدم له منحة، مبرمج عرضه الاثنين 16 مايو في “قصر المؤتمرات” في كان ضمن فعاليات “السوق السينمائية”، أي على هامش مهرجان الفيلم الدولي وليس جزءا من المهرجان نفسه.
وراسل رئيس بلدية كان دافيد ليسنار رئيس الجالية اليهودية في مدينته جيرار بافار ليعلمه بقرار “منع” أو “الإزالة من البرنامج” للفيلم الفلسطيني الذي شكل حساسية لدى الجالية اليهودية التي اعتبرت أنه يمجّد منفذي العملية الإرهابية وقد يمس بالأمن العام.
وأكد رئيس بلدية كان أن قرار المنع أتى بعد اجتماع أجراه مع وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الذي زار كان قبل يومين من بداية الدورة الـ69 للمهرجان السينمائي الشهير، كما أكد رئيس البلدية أنه لن يسمح أن يُستعمل المهرجان وصورة كان في “أي إطار استفزازي”، حسب تعبيره.
يذكر أن “عملية ميونيخ” جرت في بداية سبتمبر 1972 خلال الألعاب الأولمبية في المدينة الألمانية، عندما هاجم ثمانية فدائيين فلسطينيين القرية الأولمبية واحتجزوا 11 رياضياً إسرائيلياً كرهائن. وبعد ساعات من المباحثات انتقل الكوماندوس الفلسطيني ورهائنه إلى مطار فورشتنفلبروك العسكري حيث أطلق الأمن الألماني النار على المروحيات في لحظة ارتباك وغموض لا تزال غير واضحة حتى اليوم، وانتهت العملية بمقتل الرياضيين الـ11 وخمسة من الفلسطينيين والقبض على الناجين منهم.
___
*العربية. نت