معبد “ديبود”.. أهداه عبد الناصر لإسبانيا فصار من أشهر معالمها




أحمد حمدي*



هو معبد مصري فرعوني له سحره الخاص يقبع على بعد آلاف الكيلومترات بعيداً عن مكانه الأصلي في جنوب أسوان، لا يطل اليوم على النيل كما أراد صانعوه، كما يشهد حضارة لا علاقة لها بحضارته لكنه يثريها، يضيف لها بعداً آخراً بوجوده، يجذب السياح من كل صوب قاصدين رؤيته، هنا معبد «ديبود»، أو «تيمبلو دي ديبود» كما يطلق عليه في إسبانيا، موطنه الحالي.
كان كثير من الآثار المصرية في أسوان تتعرض لخطر الغرق عام 1960 مع بناء السد العالي، كما يروي موقع Madrid Tourist، لتستغيث منظمة «اليونسكو» التابعة للأمم المتحدة بدول العالم: «أنقذوا التاريخ»، نداء وجد استجابة كبيرة من إسبانيا، التي قدمت لمصر المساعدة خاصة في إنقاذ معبد «أبوسمبل».
وفي ذات المكان، قبل حوالي 1970 عاماً من بناء السد العالي، كان الفراعنة يشيدون معبداً جديداً اسمه «ديبود»، إهداءً لإيزيس على جزيرة فيلة، مطلاً على نهر النيل العظيم، ربما قاصدين أن يعيش مدى الدهر شاهداً على حضارتهم، إلا أنهم لم يدركوا حينها أن معبدهم لن يكتب له التاريخ أن يبقى في مكانه، كان ليسافر عبر البحار ويستقر في بلاد غير بلاده، وسط أهل لا يربطه بهم شيء.
العام 1968، كل الآثار المهددة أصبحت في أمان، ومنها معبد «ديبود»، الذي وضع مفككاً على الأراضي المصرية ينتظر أن يعود تجميعه في مكان آخر بعيداً عن الخطر، إلا أنه لم يكن مقدراً له أن يعود ليقف من جديد على أرض بلاده، بعد أن اتخذت الحكومة المصرية القرار بإهداء المعبد لإسبانيا كنوع من الشكر على مساعدتها في إنقاذ الآثار المصرية.
ولم يفوت الإسبان الفرصة، فنقلوا المعبد مفككاً إلى مدريد، ثم أعادوا تجميعه وتشييده في إحدى أشهر الحدائق بقلب العاصمة وبجانب القصر الملكي، ليصبح، منذ افتتاحه عام 1972، أحد أشهر المقاصد السياحية في مدريد، ودخوله بدون تذاكر ومجاناً، لينضم إلى قائمة كبيرة من الآثار المصرية التي تملتئ بها أوروبا، دون عائد لبلدها الأصلي.
* المصري اليوم لايت.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *