*آسيا رحاحليه
خاص ( ثقافات )
يأتي المساءْ
أجالسُ حزني الفاخر
أغني له
” لو بكينا نبتدي منين البكاءْ “
مسكينٌ يا ليل
تهدينا القمر
ونأخذك بجريرة الخفافيش.
يطبق الليل أجفانه على حزني
و ينام ..
يناديني الليل
أتخفّف من حزني
أطير..
الشمس القويّة
غير قادرة على كشف
ما بيني و بين الليل
من أسرار .
بين الليل و الأشجار حكاية
تثرثر بها العصافير كل صباح .
الليل عادل
يوزّع الأحلام بالتساوي
على الجميع
الكوابيس من فعل النهار
الليل حبيبي الوفيّ..
دائما في الموعد
يحمل عني سلال همومي
في انتظار فجيعة النور .
على حين دمعة
يطلّ الليل
يبتسم لي …
لست وحيدة .
متواطئة مع الليل
لتلميع وجهَ الذكرى
حنينٌ نحن
حتى صافرة الفجر .
ماذا سأفعل بكل هذا الليل؟
يرتدي الليل السواد
حدادا على النهار
النهار الغبي لا يدري .
من حق الليل أن يثور…
شوّهت وجهه المصابيح .
هل تسمع دبيبَ الليل ؟
السواد ينهمر
الليلُ الطويل القصير
الليلُ الهادئ بصخب
العامر بالحكايات
المترع بالحنين
الليلُ :
ميلاد فكرة
تثاؤب نجمة
أرق القمر
رعشة جسد محموم
الليل ..
أناملٌ تزرعُ الحروف
فوق بياض الورق
قصائدٌ تولد من
رحمِ القلق .
لولا خوفي أن يسمعني النهار
المرابط على بوّابة الفجر
لقلت لليل .. أحبك
لأنك الأصدق .
كما لو أنّنا
عاشقان
يحنو الليل
على قلبي بصمت
يوسّدني صدره
يمسح على شعر أحزاني
يعدني بإمارة القمر
و أعده بحفظ وداده
رغم أنف النهار ..
بين الحزن و الليل
خيطٌ رفيع
كالذي بين الموت
وغيابك .
النهار مخادع ، ماكر
يمنّيني باحتمال الخلود
الليل صريح
يذكّرني بأنّني أتآكل ..
نحلة رأسي ستخلد للّيل
أطفئ النور
و الهاجس المحمول
ضوء خافت في يساري
يغمز بانتظام .
________
*شاعرة وكاتبة جزائرية.