صلاح جاهين في آخر حوار معه.. عبد الناصر “أبويا”





“عبدالناصر أبويا.. والسادات جوز أمي”

منذ أكثر من ثلاثين عاماً كان الصحفي الشاب في ذلك الوقت أنور عبداللطيف يخطو خطواته الأولى في بلاط صاحبة الجلالة‏، وكان يكتب قصصاً قصيرة‏، وعانى مثل كل الموهوبين من الصراع بين الصحافة والأدب‏، وفي المنطقة بين الاثنين أجرى حوارات مع كبار المبدعين ليرضي الفنان داخله‏.‏

وهذا الحوار المفاجأة مع الشاعر الكبير صلاح جاهين في فبراير6891 قبل وفاته بشهرين بشقته في المهندسين ونُشر جانب منه بمجلة الشباب في نهاية عهد الأستاذ صلاح جلال.. وحين راح أنور عبداللطيف يقرأ فقرات طويلة من الحوار، الذي احتفظ بأصله مكتوباً على ورق دشت باهت متآكل الأطراف، والخط غير واضح.

كنا نتوقف طويلا تتملكنا الدهشة من الإجابات العبقرية الساحرة لصلاح جاهين، ومكر ذلك الصحفي الشاب، فعندما سأله عن علاقته بعبدالناصر والسادات أجاب جاهين: عبدالناصر كان أبي، أما السادات فكان مثل زوج الأم، يأتي بأفعال عكس أبينا، مما أدخلني في اكتئاب جعلني أسقط من ذاكرتي أكثر من عشر سنوات بعدها وجدت نفسي كالخارج من غرفة العمليات، ووجدت الناس ينظرون إلى ولسان حالهم يقول: “العملية انتهت إحنا اشتغلنا عليك شغل”.

أما الأكثر إثارة في هذا الحوار الممتع فهو رأي صلاح جاهين الفلسفي الساخر في مبدعي مصر، نجيب محفوظ، يوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس وبيرم التونسي وفؤاد حداد وتوفيق الحكيم.

وفي الذكري الثلاثين لشاعرنا الكبير التي تواكب 21 أبريل الحالي، يكون هذا الحوار هديته إلينا كما تعود أن يهدينا إبداعه دائماً، إنه المبدع الذي لا يغيب أبداً.. صلاح جاهين.


الفنان طائر اعتاد التحليق في مسافات بعيدة.. وأي محاولة للاقتراب منه وإنزاله إلى أرض الواقع هي محاولة لقص جناحيه.. وصلاح جاهين فنان استثنائي ومحاولة اخطاره بالتوقف ليروي قصة حياته وإجراء حديث صحفي حول قضايا فنية رهان على مستحيل فهناك سبع سماوات يمكن أن يحلق فيها صلاح جاهين وأمام كل سماء منها سبعة محاذير تجعل عملية اقتطاع وقت من صلاح جاهين في جلسة أو جلستين من رابع المستحيلات، وأصعب ما يواجه صحفي أمام صلاح جاهين هو مزاجه الشخصي ماذا يفتح شهيته للكلام.. متى يتدفق ومتى يتحول صلاح جاهين إلى قارة فنية مغلقة الحدود أو دكانة مقفلة بالشمع للتحسينات. وممنوع التعامل وممنوع الاقتراب وممنوع اللمس وممنوع.. وممنوع.. حتى الكلام!
…………………………………………………………………
وقبل أن أحدد موعداً مع صلاح جاهين كنت قد قرأت كل ما نشر عنه ومعه وله.. لفت نظري سؤالان يجيب عليهما كل يوم خمس مرات كالصلاة إذا أجريت معه 5 أحاديث صحفية.. الأول حول التخصص في الفن والثاني أين صلاح جاهين الستينيات صاحب أروع الأغاني الوطنية؟!

< قلت لصلاح جاهين.. ماهي حكاية الرسام والشاعر والصحفي والممثل والمؤلف المسرحي والمنتج وكاتب السيناريو والمتفرج والسياسي ماذا بقي من الفنون دون أن نطرقه؟!
قال: الرقص.. والإخراج ثم القصة والرواية.

< أرجوك.. رتب نفسك لكي أعرف مع أي فنان أتحدث؟
قال: ظاهرة التعدد ليست بهذا الاتساع.. أنا أولاً أعمل في الصحافة ومتخصص في رسم الكاريكاتير.. ومن حين لآخر يخطر ببالي معنى أريد أن أعبر عنه بالشعر.. مثل أن كنت مهندس في الحديد والصلب وهاوي شعر بالتأكيد سوف أكتب شعراً إلى جوار عملي في الحديد والصلب.. وعندما أذهب إلى فيلم سينمائي وأجد أنني يمكن أن أضيف فيه فسأكتب وأساهم، ومن هنا كتبت الأغاني.. ومن يكتب الأغنية ويعيش في جو الأفلام والدراما إما أنهم يكلفوه بكتابة غنوة أو يكون فيه موقف سياسي ينفعل به في قضيته تغنى بعد ذلك.. بعد ضرب مصنع أبوزعبل كتبت أغنية منفعلاً بالعدوان الوحشي الإسرائيلي على العمال الأبرياء وقلت فيها:
إحنا العمال اللي اتقتلوا
قدام المصنع في ابوزعبل
بنغني للدنيا ونتلو
عناوين جرانين المستقبل
وحدة صف الأحرار
جبهة لكل الثوار
عبور الجيش لسينا
الزحف من الأغوار

هذه المنظومة الشعرية لحنها وغناها سيد مكاوي وأضافت إلى الأغنية المصرية.. وهكذا.. فصلاح جاهين ليس ظاهرة.. إنه مجرد واحد رسام في الصحافة غاوي شعر يكتب شعراً تتحول بعض أشعاره إلى أغان.
في علاقته بالأغاني يلتقي بأهل السينما والمسرح ومن الممكن أن يندمج معهم في علاقة قد تصل إلى أن يأخذ معهم دورا ويمثل.
وهذه الازدواجية كانت موجودة.. الرسام عبدالسميع كان يكتب قصصا ويكتب مسرحا والرسام حسن فؤاد كان يكتب مقالات ويكتب مسرحا وأفلاما.

< هذا عن ترتيب نفسك.. فماذا عن شهادة الميلاد؟!
ولدت وكان عندي 26 سنة.. عام 1956 ففي هذا العام الذي أعتبره عام ميلادي الحقيقي ولدت كبيرا.. فقد أديت أول أشعاري عبر الإذاعة منها “احنا الشعب” و”ثوار” و”والله زمان يا سلاحي” و”يا حمام البر” و”باسابق الغليون”. وفي56 أيضاً بدأت عملي في صباح الخير كرسام كاريكاتير وفي56 أيضاً تزوجت وأنجبت ابني بهاء.. وقبل ذلك وبعد ذلك كانت مصر قد ولدت من جديد بعد أن قهرت العدوان الثلاثي.

< هل صحيح أن كل مرحلة كانت تتطلب صلاح جاهين مختلفا خلال الثلاثين سنة الماضية؟!
لا تقل تتطلب.. بل تلتقي أو تنتقي إذا كان شخص ما ملائماً تلتقي إذا كان غير ملائم تضج منه المرحلة.. وأنا أعترف أنني كنت في أوقات غير مفيد وقليل القيمة وكنت في أوقات كثيرة مفيداً للثورة.. لكن الحمد لله لم أكن ضارا!

< قلت في أحد تصريحاتك إنك كنت تعتبر جمال عبدالناصر مثلك الأعلى وبعد موته حدث نوع من التغيير وقهرك كل ما وجدته حولك، ماهي حقيقة علاقتك بالزعيم عبدالناصر وكيف عشت المرحلة القهرية؟!
أنا علاقتي بعبدالناصر كانت علاقة مرضية.. أن تحب شخصا لدرجة أن يتغلغل في نفسك ويكون جزءا من تكوينك السيكولوجي ويتحول إلى حالة نفسية عندك.. ويصبح ارتفاع الشخص أو انخفاضه أو انهياره أو انتصاره وهزيمته ينعكس عليك.. فهذه ولاشك حالة مرضية.. إذ لا يجب ولا يصح أن يتعلق إنسان بآخر إلى هذه الدرجة.. لذلك بعد أن مات أبويا عبدالناصر، أصبنا بنوع من اليتم!

< وكيف كنت تنظر إلى زوج الأم!؟
كنت مثل كل من أحبوا عبدالناصر ننظر إلى زوج الأم الجديد بتبرم في البداية ونتساءل في أنفسنا مستنكرين هل هذا هو الذي سيحل محل بابا؟!! كنا نتحاشاه كما يتحاشى الولد زوج أمه.. وهو بدوره لم يترك الأمور تمر.. كان يحب التدخل في حياة الآخرين إذ لا تلبث وأنت في عزلتك أن تشعر بوجوده.. وكان يأتي بأفعال عكس أبونا بل ضده.. وإذا كنت لا تعرف العنف.. تكتئب!
سرح صلاح جاهين قليلا بعد كلمة الاكتئاب ثم عاد من شروده قائلا: أقسم بشرفي لقد سقط من ذاكرتي 10 سنوات بالكامل!
وأنا عندي في رأسي جدول وهمي أسجل فيه تاريخ مصر من أيام الملك مينا.. وعصر بناة الأهرام له مكان عندما أغمض عيني أشاهد عملية البناء.. لكن الفترة من 1970 حتى 1981 انطمست من ذاكرتي تماما سواء على المستوي الشخصي أو العام، وبعد أن انتهت وجدت نفسي كالخارج من وراء سحابة أو نفق أو عملية جراحية ووجدت الناس ينظرون لي ولسان حالهم يقول: العملية انتهت احنا اشتغلنا فيك شغل.

< هل تستطيع أن تقول إن العشر سنوات داخل غرفة العمليات خلقت صلاح جاهين المصري؟
فعلا.. خرجت وجدت شكلي قد تغير.. ملامحي تغيرت وتحت وطأة التخمة التي أصبت بها انفعص المرح بداخلي، حتى الناس نظراتهم لي اختلفت.. وجدتهم ينادونني باسمي مسبوقا بلقب حاج.. في الشارع يقولون مش تاخد بالك يا حاج وفي الأتوبيس وسع يا حاج وأنا كان عمري ما حجيت.. وكتبت أيامها:
عيل في سن المدرسة قال يا حاج
أنا زرت بيت ربنا لكن ماسميش كده
وولية حبلى قالتها تاني عقلي وج
أنا اسمي كيت وكيت يا سيدة
لابس مثقف زي توفيق الحكيم
بيريه وتلفيحة
أفوت بشكل سليم فرنسي صميم
آخد كافيه في سان ميشيل في باريس على الريحة
واسرح واهيم ورا كل تسريحة

< ألم تشعر يوما بالإحباط من جدوى الكلمة.. كأن تكتشف أن مستوى الإنجاز لم يكن على مستوى الانفعال؟!
انفعال الناس بها واعتناقهم لها.. يمكن أن يكون إنجازا.. وإعادة اعتناقهم للكلمة إنجاز كبير بكل المقاييس.. إذن الكلمة ومستوى تقبل الناس لها وتعاطفهم معها كل تلك إنجازات.. حينما كتبت أشهر الأغاني الوطنية في الستينيات لتعبر عن عصر يعتبر بكل المقاييس أبو العصر الذي نعيش فيه الآن.. ذلك العصر الذي أدى بها إلى النكسة.. عصر الملوك الصغار والمتع في القوات المسلحة الذين كانوا يمتلكون البلد لا أستطيع أيضا أن أقول إن الكلمة قد فقدت معناها.. لأنني لا أربط بين عبدالناصر وبين جيشه والطغاة الصغار من حوله.. وكإنسان يقدس عبدالناصر، أتخيله دائما بقلبه الأبيض ومواهبه غير الطبيعية ونواياه الحسنة كل ذلك يضاف إلى حماس الشعب له وحبهم وتعاطفهم معه كنت أعبر عنه بأشعاري، أما من أغرقوا السفينة بجهلهم فتلك صورة أخرى ولا أستطيع أن أخلص أي شيء من أدرانه بسهولة. هناك أناس كثيرون استفادوا من عظمة عبدالناصر ومن الولاء الطبيعي السعيد من الشعب ومنهم من استخدموا هذا لفرض آرائهم الشخصية! فكان لابد في ذلك الوقت أن أتغاضى عن هؤلاء الجيران المزعجين.. فكنا نعيش مع عامة الشعب وعبدالناصر في بيت، وعبدالحكيم عامر وصلاح سالم في بيت آخر مجاور لنا.

< هل هناك علاقة بين انحسار دور الوطن في حياة الناس وتراجع الشعور الوطني؟!
ليس معنى حدوث حدثين في وقت واحد هو بالضرورة وجود ارتباط بينهما في عصر إخناتون مثلاً يقول أحمد قدري عالم الآثار إن ما يقال عنه بأنه استغرقته أفكاره الفنية وعواطفه وشغلته عن النواحي الخارجية حتى انهارت دولته، هذه المقولة غير صحيحة.. ففي ذلك الوقت ظهرت دولة الحيثيين وكانت قوية تنازع مصر ولم يكن إخناتون شرابة خرج قاعد يقول آتوني بوزير المستعمرات ووزير كذا.. وكذا.. ويتأكد فقط أن الأمن مستتب منصرفاً إلى لذاته كحاكم هذا الزمان.. وينتهي الأمر بسقوطه مثل أي حاكم ليس له ارتباط فلسفي، إخناتون ملك وعنده عشق للثقافة لكن ظهرت إمبراطورية ثانية عجلت بسقوطه.. فتراجع الشعر الوطني في السبعينيات ليس سببه تراجع دور الوطن في حياة الناس وكفى، لكن السبب ظهور إمبراطورية أخرى سعت لشغل الناس عن معنى اسمه الوطني.

< والكاريكاتير صورة من صور المقاومة، وهو متاح ومتيسر أكثر من المعارضة السياسية المباشرة.. كيف ترى هذا الرأي؟!
السخرية صورة من صور الهجوم، وفي أي برلمان عندما تشاهد المناقشات وتتأمل اللغة التي يتحدثون بها تجد أن جزءا كبيرا يلجأ للسخرية، وهي سلاح من أسلحة الحوار السياسي والاجتماعي.. والكاريكاتير بصفته يفهم بسرعة ومن أول نظرة أسرع من المقالة ولذلك فإن تأثيره كبير جدا في المعارضة.
لكن هل بالضرورة أن يكون رسام الكاريكاتير في موقع المعارضة؟!
رأيت كاريكاتير في بلاد بها معارضة قوية وجدت أن أروع جملة كاريكاتير هي تلك التي تتعرض لأعداء البلاد في أمريكا أبشع الحملات كانت ضد الاتحاد السوفييتي، وعلى أي حال هناك معارضة تختلف من معارضة أخرى عندما أصنع في الحكومة بريشتي كل العبر في كل يوم أكون أقل مصداقية من أن أناقش المشاكل العامة مثل أي إنسان يناقش فكره بموضوعية وعندما تطرح قضية من الممكن أن أتبنى فكرة حتى ولو كانت ضد ومخالفة هنا سوف يشعر الناس أنني عند الغل فقط أرفع الراية الحمراء!

< سئل بيكاسو عن إحدى لوحاته فقال إنها مزورة لأنها لا تعبر عن مشاعري الشخصية الداخلية بل رسمتها فقط للبيع.. هل تتفق مع بيكاسو في هذا المفهوم للتزوير؟!
أنا لست مكلفا من أحد برسم كاريكاتيري اليومي أنا فقط مكلف من القراء هنا أقول لبيكاسو قف مكانك! لأني لو أصبت بإفلاس فكري في يوم لابد أن ألجأ إلى الصنعة، بحيث أقدم عرضا ممتعا، وهذا معروف في الفن، أحيانا تقول الممثلة في المسرح كنت الليلةAntificial محترفة أي تستخدم أسرار الصنعة ومواهبها والماكياج لكي تبدو طبيعية أما في الليالي التي تكون راضية عن نفسها في التمثيل وعايشه الدور فهي طبيعية من تلقاء نفسها.

< عبدالله النديم وبيرم التونسي وداود حسني وفؤاد حداد وصلاح جاهين.. ماذا يربط بين هذه الأسماء؟
أولا: أخرج داود حسني من هذا الطابور لأنه إسرائيلي من اليهود الذين كانوا يعيشون في مصر لخدمة ثقافة البلاد الأخرى ثم يرحلون.. أما نحن فقد ابتلينا بورطة اسمها فنان شعب مثل أن تصبح في يوم أغنى واحد في قبيلة عربية فهذه ورطة ومسؤولية، فعليك الإنفاق على المحتاج ورعاية المرضى ومقابلة الضيوف والسفريات.. وهكذا وكل واحد حسب طبيعة عصره كلهم ظهروا بشكل مشرف.. النديم وبيرم وفؤاد حداد الشيء الذي يربطهم انتماؤهم لمصر وحبهم لها، ولو أن فؤاد حداد لم تكن تشعر به لانشغالها بآخرين منهم كدابو الزفة ولكن أتنبأ أنه سوف يسطع بعد رحيله!

< وما هي حكايتك مع فؤاد حداد بالذات؟
ظهرت لي أنغام سبتمبرية بعد ظهور رائعة فؤاد حداد استشهاد جمال عبدالناصر وكنت أخشى المقارنة لأن فؤاد حداد أشعر مني وأرحب وأكثر تدفقا، لكني أشطر منه ـ كما قال لي ذات يوم ـ لأني أقص قماش الشعر بمقص خياط على المقاس، ونحن دائما كنا في الأيام العظيمة الماضية نتزامل في نشر مجموعاتنا الشعرية!

< وعلاقة القارئ بالكاتب.. لمن يكتب هؤلاء الكتاب من وجهة نظر صلاح جاهين؟
< نجيب محفوظ:
يكتب لطه حسين.. فهو محتشد بالإحساسات العامية لكن طول عمره حاسس أن طه حسين يجلس خلفه يتابع كل كلمة ويقرأ كل حرف!

> يوسف إدريس:
ـ يكتب لي أنا شخصيا وأنا جالس على كنبة وسط مجموعة من الطلبة والشباب المتحمسين للبلد والعمال وعينات من الموظفين!

> إحسان عبدالقدوس:
لا أعرف اسم السيدة التي يكتب لها.

> بيرم التونسي:
يكتب للشيخ زكريا.. الله يرحمه.

>فؤاد حداد:
كان يكتب للمتهورين في الشارع المصري!

> صلاح جاهين:
شاعر عامي.. يحاول أن يكتب شعرا يصلح للترجمة ليدخل في منافسة مع الشعراء الذين يكتبون باللغات الأجنبية.. وفي نفس الوقت حريص على أن أكتب لفؤاد حداد!

وتوفيق الحكيم؟
بعد 85 سنة لايزال يكتب من أجل أن ينال ثناء والده عليه آخر النهار عاوز يعجب أبوه بأي شكل حتى اليوم.

< آخر سؤال هل بقي من الوقت بدل الضائع ما يتسع للسؤال عن الأمنية؟
لو بيدي.. كنت أقول:
خلي المكنجي يرجع المشهد
عايز أشوف نفس زمان وأنا شب
داخل في رهط الثورة متنمرد
ومش عاجبني لا ملك ولا أب
عايز أشوف من تاني واتذكر
ليه ضربة من ضرباتي صابت
وضربة من ضرباتي خابت
وضربة وقفت بالشريط في وضع ثابت
……………………………..
<< وأسالت هذه القصيدة لعابي للسؤال عن الضربة التي صابت وتلك التي خابت والثالثة التي أوقفت الشريط في وضع ثابت.. لكن صلاح جاهين كان قد أغلق الدكانة، وجمعت أشرطتي وأوراقي وتركت 70 كيلوجراما هي كل ما بقي من صلاح جاهين 120 كيلو سابقاـ وسط روب أخضر وبيريه وتلفيحة وحزام ملفوف على القد.. وسلام..

* الأهرام.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *