«كارمن هارا» تسأل: توأم روح أم شريك حياة؟


ترجمة – محمد الضبع


توائم الروح.. الأشخاص الذين يأتون في منتصف الطريق لتذكيرنا بما نسيناه عن أنفسنا، لطالما سمعنا عنهم، وقرأنا عنهم، وحتى أن بعضنا كان محظوظًا بما يكفي ليلتقي بأحدهم، جميعنا نشعر بالفضول تجاههم، وأغلبنا يتمنى أن يلتقي بهم.. توأم روحك يجعلك تشعر بأنك مكتمل، دون أي قطع ناقصة من أحجيتك، أما شريك الحياة في الضفة الأخرى، بإمكانه أن يكون عونًا لك في حياتك الطويلة، ولكنه محدود في قدرته على إثراء روحك.
توأم الروح يختلف عن شريك الحياة، بعض الأشخاص لا يلتقون أساسًا بتوأم روح واحد طوال حياتهم؛ لأنّهم اكتفوا بشريك حياة، وهذه العلاقات المبينة بين شركاء الحياة بإمكانها أن تكون مرضية جدًا، لأنها غالبا ما تكون مبنية على الثقة المتبادلة، الاحترام، والصداقة.. كما تعلم، لا نملك في هذه الحياة سيطرة كاملة على التوقيت المناسب أو على الظروف المواتية، وبعضنا لا يستطيع انتظار توأم روحه للأبد، لذلك تجد أنّ الأغلبية يرضون بشركاء حياة، قد تكون المسألة بالنسبة لهم مجرد رغبة في النجاة، الإحساس بالأمان، أو ببساطة الحصول على رفيق دائم.
ولكن، إن كنت متقبلًا لكل ما يحصل، فإنّ الفرص مفتوحة أمامك للقاء توأم روحك في هذه الحياة، وسيحدث هذا بشكل تلقائي وغير متوقع، وستكون بداية هذا اللقاء مزلزلة بعض الشيء، لأنّها المرة الأولى التي تختبر فيها شيئًا مثيلًا، وهذه هي العلامة على صدق الكيمياء بينك وبين توأم روحك، لا توجد كلمات أو شروح بإمكانها أن تعبر عن كيمياء كهذه، إنها طاقة مغناطيسية، إنها معرفة وحدس، ولا يهم حينها الزمان أو المكان، لأنك عثرت على الشخص الصحيح، وبعدها تأتي تلك اللحظة التي تقول فيها “أفهمك تمامًا، أعرف ما تقصده” دون جهد أو أسئلة؛ لأنّ التلقائية والعفوية هي من تقود المركب إلى بر النجاة، وعندها ستحتاج لأخذ خطوة للوراء لتلتقط أنفاسك، لأنك تعلم في داخلك بأن هذا الشخص فريد من نوعه، وأن هذه العلاقة مختلفة، ولا تشبه غيرها، توأم الروح هو من يجعلك تصبح أفضل نسخة ممكنة منك، إنه ليس بمثالي، ولكنه مثالي ومناسب لك.
صفات تعرف بها توأم روحك: إنه شعور داخلي، ليس من السهل وصف الشعور الذي يتركه توأم روحك فيك، إنها عاطفة محلقة، لا يمكن القبض عليها بالكلمات، إن كان شريكك هو توأم روحك، فإن الفرص كبيرة في أن يكون قد حضر في أحد حيواتك السابقة، ربما تشعر بإحساس أشبه بالديجاڤو، وتتذكر بأن هذه اللحظة قد حدثت من قبل، ربما قبل وقت طويل جدًا، أو في ظروف مغايرة تمامًا، بإمكانكما دائمًا إكمال جمل بعضكما.
إن كان هذا الشخص هو توأم روحك، فإنك سوف تقع في حب أخطائه وعيوبه، لا توجد علاقة مثالية، وحتى علاقات توائم الروح تتعرض لبعض الصعوبات، ورغم هذا فإن هذه الرابطة ستكون من أكثر الروابط صمودًا، أنتما الاثنان في مواجهة العالم، لا يمكن فصل رابطتكما الذهنية أبدًا، وتشعران بالأمان الدائم مع بعضكما، وتتبادلان النظرات بدلًا من الحديث دون صعوبة في التواصل.
________
*جريدة الرياض

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *