رحلة استكشافية في مهرجان فجر العالمي





خاص ( ثقافات )


الأفلام التي ستعرض في قسم “سينما السعادة” من مهرجان فجر العالمي في دورته الرابعة والثلاثين، سترسم لنا صورة آخر التطورات والتحولات في أمريكا اللاتينية، وآسيا، وأروبا الشمالية، والعراق حتى، وستكون رحلة استكشافية بامتياز.
الإبداع هو سمة الأفلام التي ستعرض في قسم “سينما السعادة” الذي يعتبر من أكثر الأقسام تشويقاً لعشاق السينما. عندما نلقي نظرة على قائمة أفلام هذا القسم، يتبين لنا بأنها تضم أفلاماً ليس من السهل الحصول عليها في الأسواق أو في مواقع التحميل، ولا يستطيع متابعو السينما مشاهدتها في صالات العرض، وهذه فرصة يتيحها مهرجان فجر العالمي في نسخته الجديدة لمحبي السينما، للتعرف على جديد السينما العالمية، الذي لا يحظى عادة بتغطية الإعلام. وركزت لجنة اختيار الأفلام لهذا القسم، على اسهام المشاهد في لذة كشف التجارب الجديدة الراقية والمبدعة من مختلف أنحاء العالم. وسيعرض في هذا الإطار أفلاماً من سينما شمال أروبا، وأمريكا اللاتينية.
صورة جديدة من الحرب
لا نعرف الكثير عن السينما الاستونية، لكن ربما سنتذكرها بالدراما الحربية الرائعة “1944” للمخرج “المونوغانن”.
هذا الفيلم يعطينا صورة عن السينما الاستونية وعن التطورات التي تشهدها، وهو فيلم رصين، تم عرضه في مهرجان برلين لأول مرة، وحظى بإعجاب المشاهدين. وقد حضر هذا الفيلم حفل الأوسكار في دورته الثامنة والثمانين. يذكر بأن الفيلم استطاع أن يحقق نجاحاً باهراً في عرضه في استونيا. يعرض هذا الفيلم صورة جديدة عن الحرب في أروبا.
الإنسان والطبيعة والكهولة
الفيلم الإسباني “اماما، وقت سقوط شجرة” من إخراج “آسير آلتونا” يتناول موضوع الإنسان، والطبيعة، والتقدم في السن، في قصة مؤثرة جداً. الفيلم قصة امرأتين إحداهن كبيرة في السن والأخرى شابة، ويتناول الفيلم ماهية علاقتهما والعالم الذي يعشن فيه، ويروي حكاية الكهولة في السن والزوال.
العرض الأول لـ “اماما” كان في مهرجان “سن سباستين” الدولي، وحصل على جائزة أفضل فلم من منطقة الباسك، وأيضاً حصل على جائزة أفضل ممثلة في حفل جوائز “غويا” في اسبانيا.
من كردستان إلى اسبانيا؛ بالحب
فلم “ال كلاسيكو” للمخرج “هلكات مصطفى” يربط كرة القدم بحب أيام المراهقة، وفي جو دافئ وجذاب، يأخذ المشاهد من العراق إلى اسبانيا بحجة مشاهدة “كريستيانورونالدو” من قريب.
“ال كلاسيكو” عرض لأول مرة في مهرجان دبي للأفلام. وسيعرض هذا الفيلم في السادس عشر من أبريل في مهرجان “ترايبكا” في الولايات المتحدة.
وحدة رجل
“إلى هذا الحد القريب” فيلم من إخراج “آليخاندروغازمن الفاريز”، ويأخذنا من جديد إلى أجواء أمريكا اللاتينية. هذا الفيلم مليء بالبهجة ويتناول قضية السمنة! ويروي حكاية رجل سمين يرغم على البقاء في البيت لسمنته، ويحاول أن يكشف عن طبيعة علاقته مع من حوله. مع أن الشخصية الرئيسة لا تستطيع التحرك كثيراً لكن الفيلم مليء باللحظات المبهجة والمضحكة والمزاح بالأسلوب الأمريكي اللاتيني.
جوهرة من السينما التركية
“الجنون” من إخراج “أمين البر” سيكون وجبة دسمة لمن يتابع السينما التركية التي تنفرد بأسلوبها.
فكرة الفيلم والمعالجة السينمائية الرائعة سيدهش المشاهد بكل تأكيد. استطاع “الجنون” أن يحصل على جائزة أفضل فلم من اختيار لجنة التحكيم في مهرجان البندقية الثاني والسبعين عام 2015، وهذا يدل على أن السينما التركية حية وما زالت زاخرة بالمفاجئات.

حكاية مؤثرة بالأبيض والأسود
“الفجر” من إخراج “ليلى باكانيا” هو فيلم مؤثر حول واقع الحرب، وقد تم تصويره بالأبيض والأسود. أجواء الفيلم تذكرنا بأفلام تاركوفسكي لا سيما “طفولة ايفان”. “الفجر” يتناول موضوع اختلاف الأجيال والقيم الأخلاقية. الأب وبناء على معاييره الأخلاقية يرى بعض الأمور أخلاقية والولد يراها مغايرة للقيم الأخلاقية. 
عرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان “ليالي تالين الحالكة” في استونيا في نوفمبر 2015.
أجواء السرور والبهجة حول مشكلة قديمة!
“الأكباش” للمخرج “غريمور هاكونارسن” من النماذج الرائعة التي تعرف أجواء السينما أروبا الشمالية. شهدت أروبا الشمالية تطوراً ملحوظاً في ساحة السينما في السنوات الماضية. “الأكباش” فيلم رائع من ايسلندا وقد تم عرضه السنة الماضية في مهرجان كان السينمائي وحصل على جائزة أفضل فيلم في قسم نظرة خاصة لهذا المهرجان.
الفيلم ذو إيقاع بطيء لكنه مبهج وفيه الكثير من المزاح المضحك عن قصة زعل قديم طالت لأربعين عاماً بين أخوين. شارك هذا الفيلم في حفل جوائز الاوسكار لعام 2016، وكان مرشحاً لنيل جائزة أفضل فيلم في أكاديمية السينما الأروبية لعام 2015.
حكاية حب وغرام
فيلم “غزل الغزل” من للمخرج الأوكراني “اوا نيمان” حكاية حب صغيرة وجميلة، تصحبها لوحات وصور جميلة في أجواء دينية. حصل هذا الفيلم على جائزة الكنيسة العالمية لأفضل فيلم معنوي من مهرجان كارلووي واري، وعرض في مهرجان اودسا في اوكرانيا، وتورنتوفي كندا، وشيكاغو في الولايات المتحدة، وتسالونيكي في اليونان، وغوتنبرغ في السويد، وسيعرض في مهرجان نشويل في الولايات المتحدة في الرابع عشر من أبريل.
“اوا نيمان” ليس غريباً على أهل الفن في ايران، حيث كان حكماً في مهرجان “نوجوان” في همدان في دورته التاسعة والعشرين، وقد شارك بفيلمه “بيت بأبراج” في الدورة السابعة والعشرين من مهرجان أفلام الأطفال في اصفهان، وحصل على جائزتين من هذا المهرجان.
“الكنز” يجذب المشاهدين
“الكنز” للمخرج الروماني “كورنليوبرومبيو” يعد من الأفلام الشيقة التي تجذب المشاهدين رغم قيمته الفنية العالية، ويخلط بين الفن وإعجاب الجمهور ما يجعله شيقا للمشاهد والناقد بحد سواء. البحث عن الكنز وسعي بطل الفيلم للعثور عليه يخلق أجواء مثيرة ومليئة بروح الدعابة والفكاهة. 
عرض هذا الفيلم في مهرجانات عدة منها مهرجان كارلووي واري، ملبورن، تورنتو، وهلسينكي، وسنسباستين، وزوريخ، وهامبورغ، ونيويورك وشيكاغو، وقد نال إعجاب الجماهير.
نظراً لأجواء الفيلم، يتوقع أن يحظى بإقبال جماهيري واسع في الدورة الرابعة والثلاثين من مهرجان فجر العالمي.

أمريكا اللاتينية وأجواء فنها الساحر
للسينما الأمركية اللاتينية متابعيها، وهذه السينما ستكون حاضرة بقوة في هذه النسخة من مهرجان فجر العالمي.
“غوراني” للمخرج “لويس زوراكويين” حكاية رحلة رجل وامرأة من البارغواي إلى بوينس آيرس عن طريق نهر بارانا. الفيلم مليء بلوحات جميلة من الطبيعة الخلابة، ونهاية الفيلم تعد ورقة رابحة أخرى تبقى خالدة في الأذهان. سيعرض هذا الفيلم في السابع عشر من أبريل في صالات عرض الأرجنتين.
التغيير آتٍ
الفيلم البريطاني “نورفولك” من إخراج “مارتن راديش” فلم يهتم بالسرد وتسلية المشاهد. ومن هذه الناحية يعتبر استمراراً لتراث السينما البريطانية. 
يروي هذا الفيلم حكاية شخص يتغير بشكل جذري بعد مواجهة سلسلة من الأحداث. عرض نورفولك للمرة الأولى في العام المنصرم في مهرجان برلين. الفيلم يتناول قصة حياة هادئة لأب وابنه، لكن هذا الهدوء لم يطل وينتهي بعدما يذهب الوالد في مهمة خطيرة. حضر هذا الفيلم مهرجان برلين وروتردام في هلندا وادينبوره في بريطانيا، وغالوي في ايرلندا، وويلينوس في ليتوانيا.
تزامن العرض مع مهرجان بكيين للأفلام
من أهم أفلام هذه الدورة من مهرجان فجر العالمي هوالدراما الحربية “أنا معلم”. انتج هذا الفيلم عام 2016 في روسيا وهومن اخراج “سرغي ماكريتسكي”، وسيتم عرضه بالتزامن مع مهرجان بكيين. 
الفيلم يروي قصة معلم في قرية تم احتلالها بواسطة القوات الفاشية. المعلم شخص ملتزم بالقيم الإنسانية، والحب والعائلة. بعد الاحتلال يواجه المعلم خيارا صعبا: إما أن يتعايش مع الوضع الراهن، وإما أن يكافح ويحارب لحفظ عائلته وقيمه وعقائده.
ستنطلق فعاليات مهرجان فجر العالمي في دورته الرابعة والثلاثين من 20 أبريل ويستمر حتى 25 أبريل 2016 في العاصمة الإيرانية طهران، وتحديداً في ممجمع برديس السينمائي.

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *