رحلة في سماء الهيلكوبتر


هديل قطناني *

( ثقافات )


ساعة طيران، ساعة ترقب للإقلاع.. ساعة نبض حميمية انطلقت مع محركات الهيلكوبتر، و كأن السماء خلقتني مجدداً، فوق جبال متمايلة الالوان، ارتفع قلبي عندما اعتلت، أنظر إلى الكون من فوق و أشعر بأني مجرة و الأشياء من تحتي صغيرة، ساعة تحليق أوقفت النبض و سرت قشعريرة، بأن ترى الوجود الكبير طوال فترة إقامتك فيه كالنملة تراقبه كلوحة واحدة، احتاج الرسام أن يرسمه بمجموعته غير المنتهية، كيف لي أن أرى الكون بلوحة واحدة بجبالة و محيطاته و براكينه وغاباته بإقلاعه واحدة !!
تحررت من كل ما سكن بي و من مواطن ضعفي , أصبحت أتأرجح بين السماء والارض , و كأني أقطن فندق خمسة نجوم … … و لكن
هل كان حلماً؟
ينادي الطيّار على إسمي ليشرح لي مكان إقامتي المؤقتة في ذلك الفندق , أقطن كوكباً متحركاً , أنام دون أن أغلق جفوني و أمشي و أنا جالسة كطائر بلا أجنحة ، أسمع صوت المحركات تدوي و أنا أبوح بأسراري الضائعة بين المراوح، أحلامي تأتي في عالم اليقظة و من الممكن أن تأتي مع سرعة الهيلكوبتر لا تتوقف في غياهب الغيوم و ضجيج السماء .. في ساعة طيران … كانت ساعة ترقب للإقلاع .. 

شوق مسافر بروح مزدوجة

و أحببتك رغم كل المراسيم، وحقول الألغام و معابد الظلام، توغل بقلبي كحجر مقدس يصلي له قلبي ، يلتمس حرائره، يتطيب بعطره لينزل عليّ شفاعتة… قداسة طهارته، أصادق بك الوعد، أعود أدراجي إليك، أعود الى جبين الليل، أمسك بتلابيب العتمة، لأصادق الوعد من جديد، و أنا أنتحل وجهي الذي لبسته عندما أحببتك . 
لكني اكتشفت أني كنت أراهن على حجرك المائل، زخرفة خاوية، لا تسند حب قلب، و حنين موجع، شوق مسافر بروح مزودجة.. أجنحة خرافية أخفقت اتجاهاتها عندما التحفتك غطاءاً من البرد …أرداني صريعة برد قارات بعيدة , تحتضنني أرواح غريبة، بأماكن غريبة و ألبستني ثوب الغرابة ، لأمكث بسلام طفلة في حضن دب قطبي …! 

* كاتبة من الأردن تعيش في أميركا

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *