عمان – تحاول الدكتورة غادة خليل في كتابها المرأة في مراياها استكناه عالم المرأة الروائي والإحالات النفسية والاجتماعية والرمزية لصورة المرأة في هذا العالم، لتبين من ثم خصوصية ما تعكسه مراياها الداخلية، وتجلّي ما يبدو مموَّها ومخاتلا.
الدراسة التي عرضت لصورة المرأة في الرواية النسوية في بلاد الشام رجعت النظر في النقد الموجه لرواية المرأة كاشفة عن بعض تحيزاته، وعن تيار نقدي جديد يضيء هوامش أقصيت من متن الثقافة (وإبداع المرأة ضمنها) ويقدم نقدا مؤنسنا خالصا من التحيز.
وفي المؤلف الصادر حديثا عن دار الأهلية ويحمل غلافا من تصميم الشاعر الأردني زهير أبو شايب ولوحة للفنان أيمن عيسى، رصدت المؤلفة مسيرة رواية المرأة، وميزت الدراسة خطا متصاعدا ابتدأ في بحث المرأة عن صوتها المحبوس فيما سمَّته الرواية التقليدية/المؤنثة التي أعادت إنتاج صورة المرأة كما رسمها المخيال الاجتماعي.
وتوضح الخط أكثر حين أخذت المرأة تجرب إطلاق صوتها الذي جاء شاكيا أو غاضبا ورافضا لعالم وضعها ضمن إطار فاضت صورتها عنه، فيما سمَّته الدراسة الرواية النسوية، لتصل الروائية من بعد إلى امتلاك صوتها الخاص المطبوع بجماليات وحساسية لديها ما تقوله في عالم فقد بوصلته فيما أطلقت عليه الدراسة الرواية الأنثوية أو المؤنسنة.
أما ما خرجت به الدراسة من استقصائها للنماذج البدئية البارزة في رواية المرأة فقد جاء مغايرا للمعتاد في رواية الرجل؛ إذ يشي بأشواق النساء الدفينة وكفاحهن الدائب لمحو صورة تمَّ تكريسها ورسم أخرى أكثر شبها بهن.
ولأن الكاتبة غالبا ما دخلت عالم الرواية من باب “النضال الاجتماعي” لا من باب “التجريب الفني” كما تطرح الدراسة فإن معاينة صورة المرأة الكاتبة وصورة البطل الرجل في رواية المرأة سيكشف الكثير عن تلك الصيرورة، وعن سعي الكاتبة الحثيث لإيجاد فسحة يمكنها أن تجلس فيها وتكتب دون أن تؤرقها سوى أسئلة الجمال.
_______
*ميدل إيست أونلاين