*باولو كويلو
مضى الصوفي نصر الدين، يتجاذب أطراف الحديث مع صديق له، وسأله هذا الصديق:” هل فكرت يوماً في الزواج؟”. فرد :” نعم، فكرت فيه، وعندما كنت في مقتبل العمر قررت أن أصل إلى المرأة الكاملة، فعبرت الصحارى والفيافي ووصلت إلى دمشق والتقيت امرأة جميلة ومن أهل الخير.
ولكنها لم تكن تعرف شيئاً عن أمور الدنيا”. تنهد نصر الدين وواصل :” مضيت في رحلتي حتى بلغت أصفهان، والتقيت امرأة عالمة بأمور الدين والدنيا، ولم تكن جميلة، فقررت المضي للقاهرة، حيث تناولت العشاء في دار امرأة أخرى جميلة وورعة وخبيرة”.
وسأله الصديق:” ولماذا لم تتزوجها؟”. رد :” آه، يا صديقي! كانت بدورها تبحث عن الرجل الكامل، ولم تجده في شخصي!”.
البطة والقط
سأل أحد تلامذة الصوفي شمس الدين التبريزي معلمه:” كيف بدأت حياتك الروحية؟”
رد التبريزي :” اعتادت أمي أن تقول إنني لست مجنوناً بما فيه الكفاية لإيداعي مستشفى في المارستان، وهكذا فقد قررت أن أكرس نفسي للصوفية، حيث نتعلم من خلال التأمل الحر”.
سأله التلميذ :” وكيف فسرت الأمر لأمك؟”. فأجاب:” عبر : “عهد أحدهم إلى قط صغير رعاية بطة، وتبعت البطة أمها بالتبني في كل مكان تذهب إليه. إلى أن جاء يوم مضيا فيه، إلى بحيرة، وفي التو انطلقت البطة لتعوم، وراح القط يصرخ عند حافة البحيرة: اخرجي من هناك.. ستغرقين! “. وردت البطة الصغيرة قائلة: لا يا أماه، فاكتشفت الجيد، ويمكنني القول إنني في بيئتي، وسأبقى هنا حتى إذا لم تكوني تعرفين ما الذي تعنيه البحيرة”.
السمكة التي أنقذت حياته
كان الصوفي نصر الدين يسير إلى جوار كهف، فشاهد أحد ممارسي اليوغا عاكفاً على التأمل، وسأله عن ما يسعى إليه. فرد: ” إنني أتأمل الحيوانات. تعلمت الكثير من الدروس”. فقال نصرالدين:” حسناً. أنقذت سمكة حياتي مرة، وإذا علمتني ما عرفته سأحدثك عنها”. وبعد أن علمه الممارس ما طلب، سأله إخباره عن ما حدث حوله. فأجاب :” الأمر بسيط. كنت أوشك على الموت جوعاً، فاصطدت سمكة وبأكلها استطعت مواصلة حياتي”.
______
*( البيان)