وفاة الروائي الأميركي جيم هاريسون الفضولي الأبدي



نيويورك – توفي الكاتب الأميركي جيم هاريسون، مؤلف رواية أساطير الخريف التي تحولت إلى فيلم ملحمي حاز على الأوسكار، عن عمر يناهز 78 عاما، حسبما أكد ناشره الاحد.
واستلهم الكاتب والشاعر هاريسون، الذي انتج ما يقرب من 40 كتابا، في كثير من الأحيان أعماله الأدبية من الطبيعة والبرية الأميركية كما كان هو شخصيا صيادا ومولعا بالترحال والسفر.
ووافته المنية السبت في منزله الشتوي في ولاية اريزونا بجنوب غرب الولايات المتحدة.
ويعد هاريسون من أشهر الروائيين في أميركا في العقود الأربعة الأخيرة، فهو يعنى في أعماله بمواضيع الرجولة والبرية الأميركية، وكأن شيئا لم يتغير منذ القرن الثامن عشر، منذ رعاة البقر، وتأوهات الهنود الحمر.
وقد أوصل هاريسون الرواية الأميركية إلى أبعد حدود النقد، عندما قدّم أجدادا بنوا مجدهم وثراءهم الفاحش على نهب الغابات وإبادة التجانس.
وتحولت رواية أساطير الخريف إلى فيلم عام 1994 شارك في بطولته براد بيت وانتوني هوبكنز وتدور أحداثه في مزرعة ريفية قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى.
وحققت هذه الرواية القصيرة نجاحا خرافيا كفيلم سينمائي، نعثر في العمل على التأثير والشغف، بل والهوس بتراث الهنود بمقاطعة مونتانا، والحكمة في أساطير الخريف هي حكمة الهندي من قبيلة الشيان، المدعو كو (أي ضربة)، وقد أبرز هاريسون الهنود في روايته بصورة إنسانية بعيدة عن الصورة النمطية التي ظهرت في أكثر الروايات والأفلام الأميركية.
بدأ هاريسون حياته الأدبية شاعرا، وقال في إحدى المقابلات الصحفية “ربما ما كنت لأصبح شاعراً لو لم أفقد عيني اليسرى في صباي، رمتني بنت الجيران بزجاجة مكسورة في وجهي أثناء شجار، رجعت بعدها إلى العالم الحقيقي، ولم أعد”.
وإذا كان هذا الأديب الأميركي معروفا اليوم برواياته العظيمة على الخصوص فإن الشعر يبقى عنده تجربة ضرورية وحاضرة دائما فقد قال: “إن الشعر يسكنني من الرأس إلى القدمين، وسيظل يسكنني إلى الأبد، فلكي نكتب يجب أن نكون معرّضين للخطر، مثل مظلي مبتدئ يهبط في سماء ولاية تكساس”.
عرّف نفسه في إحدى قصائد ديوانه “ساعة يوم تمر” بأنه الفضولي الأبدي، ذلك أن كتابة الشعر عنده تجره إلى الاحتكاك بالطبيعة وذلك عالم بري متوحش يستهوي هاريسون للاحتكاك فيه “دراسة الأزهار تعني تقمص حياة جديدة”.
وجيم هاريسون من عائلة برجوازية في ميتشيغان الصغيرة، قرر وعمره لا يزيد على 16 عاما أن يصبح كاتبا “بدافع معتقداتي الرومانسية والضيق الشديد الذي أشعر به بسبب نمط الحياة البرجوازية والطبقة الوسطى”.
غادر هاريسون جنوب البلاد وذهب لدراسة الأدب في بوسطن ونيويورك، وفي العام 1965 حصل على الماجستير في الآداب، وشهد ميلاد مجموعته الشعرية الأولى ترتيل كنائسي التي نشرت في حينها.
وما لبث أن تخلى عن منصبه كأستاذ مساعد في اللغة الإنجليزية في جامعة ستوني بروك، في ولاية نيويورك، ليتفرغ للكتابة، وكانت تلك الفترة فترة رواياته الأولى، ولكن أيضا الفترة التي ألف فيها دواوين شعر كثيرة، وسيناريوهات، ومقالات صحفية.
وفي العام 1967 عاد إلى ميتشيغان، ونشر فيها أعماله الأدبية الناجحة الأولى، ومنها “يوم طيّب للموت”.
وفي العام 1975 التقى جاك نيكلسون الذي دفعه إلى الكتابة لهوليوود، وفي العام 1979 أصبحت “أساطير الخريف” أوّل نجاح أدبي حقيقي، أعقبته أعمال أخرى منها “الساحر”، و”شمس كاذبة”.
وبالتعاون مع توماس ماك غوان كتب هاريسون العديد من السيناريوهات لحساب هوليوود، وفي العام 1989 اقتبس سينمائيا عمله الجديد “انتقام”، وفي العام 1994 كتب سيناريو “وولف”.
وفي عام 2007 عاد جيم هاريسون إلى عالم الكتابة من خلال “العودة إلى الأرض” التي جاءت لتعزز شهرته الكبيرة، وبعد رواية “ملحمة أميركية” الصادرة العام 2009 عاد هاريسون في عام 2012 إلى كتابة الرواية مع “المعلم العظيم”، روايته الثالثة عشرة.
_______
*ميدل إيست أونلاين

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *