الروائي العالمي


يحيى يخلف *


درجت بعض الفضائيات المصرية على تقديم الكاتب والروائي علاء الأسواني بنعته بلقب (الروائي العالمي).. ولا ادري من أين اتت هذه الصفة، وهل وصفه بهذا اللقب يزيد من اهميته ويرفع من مكانته أم هي مجاملة ومبالغة في الإعجاب والمحبة؟
السيد علاء الأسواني يستحق الإعجاب والمحبة، وهو روائي مبدع، وانسان نزيه، ووطني صادق، وقد أتيح لي شرف التعرف عليه قبل عامين عندما زارني في الفندق الذي كنت أقيم به في القاهرة الأستاذ الصديق ابراهيم المعلم وكان الروائي علاء الأسواني بصحبته.
يومها تبادلت معه اطراف الحديث، ووجدت فيه رجلا يتسم بالدماثة والخلق الكريم، ويمثل طموحات جيل الشباب واحلامهم ويتحلى بالتواضع والبساطة، ويبتعد عن الغرور رغم شهرته.
ومن هنا فقد استغربت أن يصفه وائل الإبراشي في استضافته في برنامجه التلفزيوني بالكاتب العالمي، وأن يصفه عمرو الليثي ايضا في برامجه ويطلق عليه اللقب نفسه دون ان يعترض، ودون ان يبدي تواضعه ويصحح صفته ككاتب وروائي معروف، ولا أظن أنّ الأسواني هو من اخترع اللقب أو سعى اليه، وفيما اعلم لم تعطه هذه الصفة أكاديمية تمنح ألقابا، وحتى الأكاديميات تعطي جوائز ولا تمنح القابا، ولا منظمة ثقافية دولية كمنظمة اليونسكو، وحتى اليونسكو تقيم حفل تكريم ولا تمنح لقبا، ولم يبايعه كتاب مصر وكتاب العالم العربي وبعض كتاب العالم بهذا اللقب كما بايع شعراء الأمة العربية الشاعر أحمد شوقي ومنحوه لقب (أمير الشعراء).
ولم يعط نابغ لنفسه لقبا ولم يعطه الآخرون لقبا، وفي الساحة العربية كتاب وادباء وشعراء ونقاد وصلوا الى مساحات واسعة في هذا العالم ولم يوصفوا بلقب الشاعر العالمي أو الناقد العالمي أو عالم الاجتماع العالمي من محمود درويش الى ادوارد سعيد الى الطاهر بن جلون الى أمين معلوف وغيرهم كثر من الذين ترجمت أعمالهم الى لغات عدة أو كتبوا بلغات أجنبية وحصلوا على جوائز وحفلات تكريم ولم يعطوا لقب العالمية على الرغم من أنهم وصلوا اليها. زد على ذلك ان في العالم ظواهر ثقافية عالمية كظاهرة أدب اميركا اللاتينية وواقعيتها السحرية، وظاهرة الأدب الأفريقي، وظاهرة الأدب الياباني، ظواهر باتت معروفة واعمال أدبائها مترجمة ومعروفة في أوروبا وأميركا وعلى امتداد العالم، لكن للأسف لم يمثل الأدب العربي حتى الآن ظاهرة في ساحات العالم الثقافية على الرغم من ان أعمالاً كثيرة في مجال الرواية العربية تتفوق شكلا ومضمونا على كثير من الروايات الأميركية اللاتينية او اليابانية او الأفريقية، لكن مكر السياسة في الغرب وضعف العالم العربي وغيابه عن المشهد الدولي حال دون ذلك، وربما كان منح المبدع الكبير نجيب محفوظ جائزة نوبل هو الاستثناء.
كاتب هذه السطور معجب بروايات المبدع علاء الأسواني وقصصه، ويكن له كل الود والاحترام، ومعجب به أيضا ككاتب وناشط سياسي واعتقد انه يمتلك من التواضع ما يجعله ينأى عن هذا الوصف الذي لا يرفع من مكانته لأن مكانته عالية ورفيعة بدون القاب، وكاتب هذه السطورمعجب ومدمن على مشاهدة برامج السيد وائل الإبراشي، ومعجب ومدمن على برامج عمرو الليثي وخصوصا برنامجه (واحد من الناس)، واتوجه اليهما للكف عن هذه المجاملات التي تصنف ادباء مصر بين عالمي ومحلي فكلهم مبدعون، وكلهم اساتذة لأجيال مصرية وعربية.

* أديب من فلسطين
( الحياة الجديدة )

شاهد أيضاً

ما سرّ فشل الرواية العربية في تحقيق مبيعات في الدول الغربية؟

(ثقافات) بمناسبة افتتاح معرض لندن للكتاب 2024: ما سرّ فشل الرواية العربية في تحقيق مبيعات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *