*محمد وليد الحاجم
خاص ( ثقافات )
نادين زهر الدين درست الفنون الجميلة وتخرجت من الجامعة اللبنانية ( ماستر)، وتتابع الدكتوراة، أحبت في بدايتها المدرسة الإنطباعية وإنتقلت الى التعبيرية والتعبيرية التجريدة، ودمجتها لتشكل أسلوبها الجديد.
وتوسعت في بحثها عن الأشكال والهندسة ودرست “graphic design”، شاركت في العديد من المعارض الفنية المحلية والعربية، لتلامس من خلال اللون نفوس متذوقي فنها بما تحمله من الحب والجمال لتعطي المشاهد حرية التعبير والتفسير وفق ما تفيض به نفسيته .
نشرت العديد من المقالات الفنية في الكثير من الصحف والمواقع الفنية، ودرّست الفن في مدارس ومعاهد عدة.
بدأت الفنانة التشكيلية رحلتها مع اللوحة منذ الصغر، فرأت في اللوحة فسحة من الأمل يرافق ما بداخلها وينطلق من الواقع وينتهي بالخيال، فالألوان هي لغتها التي تختصر المسافات وتحرك في أعماقها الحب نحو شاطئ الأمان ومجاذيف الخلاص لسكب هذد الانفعالات وتحويلها إلى إبداعات، فظهرت ألوانها مرهفة ومحددة من أقصاها الى أقصاها، ومن فوضى وعتمة الواقع إلى خصوبة الفكر، لترى العالم كله لوحة لا بدّ من إعادة تشكيلها حتى تبدو الحياة والعالم والإنسان أكثر خصوبة وانفعالاً وحباً.
في أعمالها مغامرة تقوم بها مع مرحلة الصراع الدائمة منذ الماضي وعبوراً بالآن إلى المستقبل القريب… تتناول قضية “الإنسان والمجتمع”، في لوحات أقرب إلى المقتطفات الروحية لتسجّل ريشتها الأنثوية مشاهد عالمية ويومية من قصص وحكايات تتّسم بالغموض والوضوح والدقة والصدق الكبير ما أن تجرّأت ورسمت .
رسمت الفنانة هواجس وإبداعات من قصص وألوان وخطوط، على حساب نظرة مختلفة على مستوى وعي فني وإنساني بتنا بأمسّ الحاجة له. محاولة أن تمنع الدمار والفوضى من الوصول إلى القلب النازف، من خلال تبنّيها قضايا مجتمعية خلال بحثها الدؤوب بطرح الأسئلة وبتشكيل الأفكار والقناعات، ورفض الحكايات التقليدية والمجانية. انطلقت إلى عالم يعتمد على الإحساس والواقع بالتكوينات الجليّة وبالشكل الخالص.. لتصوّر الكثير والكثير من القضايا المجتمعية في هذا العالم، في امتدادات الألوان.. ولتقتنص اختلاجات النفس في إيقاعات الوجوه الإنسانية المجسّدة بالأحاسيس والمشاعر والرؤى والتوقعات التي جاءت معكوسة على ظلال حركات فرشاتها ومساحاتها وتناغماتها.. في قدرتها على الدخول إلى عمق القدرات التعبيرية والتشكيلية في توضعاتها البقعية فوق جسد اللوحة، متشبّعة بنوع من الحرية والتلقائية المدهشة !!كل ذلك على لوحاتها ؛ لكن بإيقاع يصعب علينا الحياد معه، بل يصعب تجنّبه بإيجابية أو سلبية، حيث نشاهد في بعض الأعمال إيقاعات وحيدة – إيقاعات موسيقية داخلية لمشاهد إنسانية وحياتية مكثّفة الشحنة الانفعالية، لتكتشف معه متعة الابتكار ومتعة التجريب ومتعة الفرح ومتعة الحزن، بل حتى متعة تأمل الماضي من خلال ضباب الزمن.
_________
*صحفي