*تحسين الخطيب
في مساء السابع عشر من شهر مارس الجاري، أعلنت أسماء الفائزين بجوائز حلقة نقاد الكتاب القومي الأميركية المرموقة، في فئاتها الست: الشعر والقص والنقد والسيرة الغيرية والسيرة الشخصية والأعمال غير القصصية.
ذهبت جائزة الشعر في هذا العام إلى روس غاي عن ديوانه “كتالوغ عرفان لا يعرف الخجل”، متفوقا على تيرانس هييز في ديوانه الخامس “كيف ترسم”، وعلى الأيرلندية شينيد موريسّي في مجموعتها الخامسة التي سبق لها الظفر بجائزة تي. إس. إليوت للعام 2014، “تخاطُل: وقصائد مختارة”، وعلى آدا ليمون في ديوانها الرابع “أشياء برّاقة ميّتة”، وعلى “قصائد” الشاعر المنتحر فرانك ستانفورد (1948 1978-)، والتي جُمعت في الآونة الأخيرة تحت عنوان “وماذا عن هذا”.
وأمّا جائزة القَصّ فكانت من نصيب بول بيتي عن روايته “التّصفية”. وكانت القائمة القصيرة لهذه الفئة قد ضمّت أيضًا رواية “حكاية أسناني” للمكسيكيّة فاليريا لوسيلّلي، ورواية “أقدار وسورات غضب” للورين غروف، والمجموعة القصصية “قيصر الحُبّ وتيكنو” لأنطوني مارا، ورواية “إيلين” للأميركية من أصول إيرانية أوتيسّا مُشفق.
وفي فئة النقد، فازت بالجائزة ماغي نيلسن عن كتابها “الآرغونيّون” -أي: بحارّة السفينة آرغو- متجاوزة تاناهاسي كوتس في كتابه “بين العالم وبيني” (جائزة الكتاب القومي للعام 2015)، وليو دامروش في كتابه “شروق الأبديّة: العالم المتخيّل لوليام بليك”، والروائي الأيرلندي كولم تويبن في كتابه “عن إليزابيث بيشوب”، والناقد البريطاني جيمس وود في كتابه “أقرب الأشياء إلى الحياة”.
وفي السيرة الشخصيّة، كانت الجائزة من نصيب مارغو جيفرسن عن كتابها “أرض الزنوج”؛ فيما ذهبت جائزة السيرة الغيريّة إلى شارلوت غوردن عن كتابها “رومانسيّون خارجون عن القانون: الحيوات العجيبة لماري وولستونكرافت وابنتها ماري شيلي”. وأمّا جائزة الأعمال غير القصصية، فذهبت إلى سام كوينونيس عن كتابه “أرض الأحلام”.
“ليس الشعر ترفا” بالنسبة إلى روس غاي. نراه في صورة وهو يتمشى في الحديقة وهذه العبارة المقتبسة من قول للأميركية أودري لورد، “الشاعرة السوداء المحاربة”، مخطوطة بحروف بيضاء على قميصه الأسود. نعثر، في ديوانه الثالث هذا “كتالوغ عرفان لا يعرف الخجل”، على تجسيد لصورة الشاعر غير المترف “شعريّا”، فهو يسخر من نفسه، ومن كل شيء آخر، حتى ينقلب على ظهره من الضحك، ثم يسعى، كمن يوازن نفسه على حبل رفيع مشدود، إلى إيجاد لغة تحتفي بأشياء قد يكون الاحتفاء بها غريبا لدى البعض كتكريس قصيدة في مديح ذرق العصافير وهو يسقط على وجهه وفي كل مكان، أو في مديح الأقدام، وزبل النباتات، ورفات الموتى، والحشرات، وأزرار الثياب، وروائح الإبطين.
يسعى روس غاي، في قصائد هذا الديوان -وعلى شاكلة بابلو نيرودا الذي كتب أناشيد في مديح الجوارب والملح والبصل والخبز والنباتات والطيور- إلى كتابة شعر “مدنس”، يشبه “الثياب التي نلبسها، أو أجسادنا وهي مبقعة بالصابون”.
وفي مراجعتها للديوان، بوصفها عضوا في حلقة نقاد الكتاب القومي التي تمنح الجائزة، تقول الشاعرة تيس تيلر “من الصعب، أحيانا، في زمن التّهكم والأوهام والانتهاك الأخلاقي، العثور على لغة مقنعة للمديح، أو على فضاء للمديح البتّة. ولهذا، فإنني كنت ممتنّة لمجموعة روس غاي هذه، الفوضويّة والمشوّقة، عن حياته كبستانيّ محليّ، يساعد في زراعة أشجار الباباية وفاكهة الكاكا في حديقة يستطيع العامّة تولّي رعايتها وقطف الثمار منها. فعبر تدوير هذه الحبكة، تتدفق قصائد غاي بطرائق هشّة ومباغتة”.
ولد غاي في الأول من أغسطس للعام 1974، لأب أسود وأم بيضاء، بينغزتاون في أوهايو. حاصل على درجة الدكتوراه في الأدب الأميركي. ويعمل الآن أستاذا للشعر في جامعة إنديانا الأميركية. وقد سبق لديوانه الجديد هذا، أن فاز بجائزة كنغزلي تفتس للشعر لهذا العام، كما ترشح ضمن القائمة القصيرة لجائزة الكتاب القومي للشعر للعام 2015.
_________
*العرب