حكايةُ فاطمةُ




للشاعر السويدي: جونار ايكيلوف/ ترجمة: د. محمد قصيبات


خاص ( ثقافات )
خمس مرات رأيتُ الظل
ربما كان ظلَّ فاطمة
حييته لما رآني
لكنه في السادسة 
أوقفني
في شارعٍ صغيرٍ في المدينة
وشرع يؤنبني في قسوة
ثم سألني:
ـ “لماذا تخليتَ عني؟
لماذا لم تعشقني؟
هل أنا بغيض إلى هذا الحد؟”
قلت للظل:
“وكيف لرجل أن يعشق ظله؟
من الأدب أن يترك الإنسانُ ظله
خلفه خطوة أو خطوتين
حتى مجيء المساء”
فابتسم هزوًا
وغطى الظل وجهه بشاله الأسود وسألني:
” وبعد الغروب؟
عندما يصبح للهائم ظلان اثنان
واحدٌ من المصباحِ الذي يتركه خلفه
وآخر من المصباحِ الذي يقتربُ منه؟”
أجبتُ:
“عندها يغيرا مكانيهما”
فابتسم الظلُّ واتكأ بيده على الجدار
قال: ” إذن أنا لستُ ظلك “
قلتُ : “لا أدري لمن أنت”
وهممتُ بالذهاب
ولكنه عندما أخذ يده
رأيت علامةً سوداءَ على الجدار الأبيض في نورِ القمرِ
ثم قال مرة أخري: 
” إذن أنا لستُ ظلكَ “
قلتُ :”الآن عرفتُ من أنت ،
عليك أنت أن تأخذني “
فابتسم هزواً وقال:
” أخذك في مكانك أم في مكاني؟”
***
الشاعر في سطور:

* ولد الشاعر جونار ايكيلوف في ستوكهولم عام 1907، وعانى من البؤس في طفولته حيث مات أبوه مجنوناً بسبب الزهري وتخلت عنه أمه.
* نشر الشاعر أول دواوينه ” في ساعة متأخرة على الأرض” عام 1932 وكان الديوان مفعماً بالسريالية التي سيطرت على أغلب شعره. ثم تأثر الشاعر بكتاب ” ترجمان الأشواق” لابن عربي ، ورغب ايكيلوف في الهجرة إلى الشرق وتعلم الفارسية، ولكنه لم يتمكن من السفر بسبب المرض. ولقد ظهر تأثر الشاعر بابن عربي واضحاً في دواوينه الأخيرة مثل “ديوان أمير أمجيون” و”حكاية فاطمة”.
* كتب الشاعر ديوان” حكاية فاطمة” عام 1966.
* للشاعر دواوين أخرى أهمها “دليل العالم السفلي” الذي صدر عام 1967.
* مات الشاعر جونار ايكيلوف عام 1968 من السرطان.



شاهد أيضاً

حداد النوارس

(ثقافات) حداد النوارس مالكة حبرشيد كل الرفاق ماتوا … قبل أن يكملوا أداء النشيد الوطني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *