نكاية في المرجعيات …انتصارا للحريات


*أحمد لمحضّر


خاص ( ثقافات )
قالت بِـدَلَــعٍ بليغ : – أنا لا أكتب شعرا إلا إذا فكرتُ فيك … قلت : و أنا لا ألقيه و لا أنصت إليه إلا في حضورك … كتبت الذي أعلاه فإذا بِمُتَعَبِّـدٍ يدخل غرفة دردشتنا و يسائلني برأفة النصوح قائلا بنبرة استنكار : – أنسيت أن الشعراء يتبعهم الغاوون ؟ – قلت : هي شاعرة و أنا لست بغاوٍ . الإمتاع إمتاعين و المؤانسة بطرفين و اللذة لذتين أنسيت أن القبلة تركيب جنوني لِشِفــاهٍ كل وحدة فيه بشفتين ؟ ثم إنني أميل لكي أتهيأ للأوج في التوحد بالبوح الشعري الذي لا تحضر فيه إلا النـشوة كما قيل مقصورة في الخيام . لست ممن يرغم رغبتـه في السكينة على البدء ب” بِسْم الله أولجه و بِسْم الله أخرجه …الى آخر “التعويذة “… – اسْتَغْفَرَ لي و لكم و لاذ بالإنسحاب من دردشته النصوحة معلنا هزيمته في مناظرة لا يفقه قي أصولها و لم يتعود على خوض غمارها بلا متون و لا مزاعم يتوهـــم أنها ستسعفه على الإقناع . تواصلو ا بالشعر إذن و تواصوا به ! فلا وصاية لنص أو للص على العمق و الأعماق . في أزمنة المجاعة المشاعرية التي نحياها ، رغما عن طبائعنا و ماهيتنا ، بفعل ماكينة وهابية غاية في الإرهاب و الترهيب الثقافيين المستهدفة مصادرة الحق في الوصال على كل الكائنات الحية ، في وضع تجويعي كهذا لا حياد للحرف …. عليه أن يشهر فتنته و يتوجه الى الأذواق عاريا من الأعراف و متخلصا من القيود التي نبتت لَخّة في القذارة وعلقت بها علل الوقار المزيف ، حتى يظلَّ محملا بناصية المعجم الذي يهابه الخائفون من إعلان العشق و الكتابة عن مقاماته بحبر العزف – وبإفراط على أوتاره – ليُسمعَ رنينه كما هو في جماليته و أناقته دون شرح فقهي ساذج و دون إحالة على كهنوتي مُتاجر ، دَعوه يقول نفسه ببلاغــة ، نكاية و ضدا على ما يريد أن يراه المتدينون البارعون في التشويه و التدنيس . الحميمي هو المقدس عينُه ، و كلما عاكسنا خصيصته هاته سقطنا في رؤية الخفافيش الذين لا يتذوقونه إلا دنسا مدنسا . اعرفوه كما يعرفكم … بدايته نبيذ روحي يعاش و منتهاه ثمالة في رحلة عناق تنكمش إذا لم تكتبوا عنها جَهْرًا و علانية . بهكذا ترتيب نكون قد أزلنا عن طقوس سفره مفردات الفاحشة و الزلَلِ الطفيلية عن رحابه . و لتعرفوه عن بينة ادخلوا مدارجه ، متسلحين بكتابة بَوحِه من داخله . لا تنتبهوا لفتاوى تقواهم فإن الآلهة في صفكم لأنها ما بدأت الخلقَ إلا عندما عشقتْ واستغرقتْ في مأدبة العشق و أطالت في سقفها و ما تزال . لقد اعترفتُ بكل شيء فلا تطالبونني بكشوفات إضافية عما دونتُ . فعلت الذي فعلت عندما انتهيت الى سيرتي الأولى في التناغم و الإنسجام… لا تغادروا الحب و لا تشيطنوا محرابه !
____
*كولورادو . الولايات المتحدة الأمريكية

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *