فــي شتاٍء مُراهق



*عبد المجيب عبد القادر


بخفتها المعتادة
تضع زجاجة العطر على الكومودينو
تحاورُ ظفائرها بهمس لايتجاوز
دفء مرآتها
أمشاطها وربطات تسريحاتها
على الرّف
تعيرها الاهتمام
وقادم على مقربة من اشتعالها
يثير الرغبة .
الشتاء يكسو نافذتها
بالطّل المتحدّر
أناقتها الفارهة
تلقفُ هذا القادم بعصاة
نموذجها الآسر ..
ثانيةً
يؤثّثُ الشتاء نافذتَها بالحنين
الماء / وجرائةُ الستائر الفارهة
قوامُها الناعس
وألاّمبالاة شَعرِها السّارح
أعطافُ قميصها المرنة
تشي بملاستِها
لشبقِ النهر ولذيذ الأصابع
هي في الانتظار
كبندولِ الساعة المُجهَد
تتفحصُ المرفأ المقابل
بحميميةٍ ساكبةْ
في حينِ السماء مدثرةٌ بِرَغَباتِها
ذات ربيعٍ مطير.
الفارعةُ الشوق على شُرفتِها
تُجاذبُ الريح شذرات عطري الوديع.
مِن وراءِ إمعانِها في البعيد
تنسلُّ يدي هامسةً لخلفِ إطغائها
عمتِ صباحاً حبيبتي ..
تستعدُ للقياه
كما هي العادة حين يعتصِرُها الشوق
دِقَّةُ الموعد
جريانُها إليهِ بانهمارٍ مختلف
عند الجسر هناك
حيث تنتصبُ بقامتِها كنخلةٍ
في شتاء مُراهق .
يرمُقُها من خلف
نظارتهِ الشمسية
وهي تشقُّ عباب الشارع
برشاقةِ ظبيٍ شريد.
كان يخشى عيون المارة
في حين تعاويذهُ تلقفُ ما يطمعون
وهي تنحدر بِهما نحو السفح
كان وجه المدينة مبتهلاً
وحبيبتهُ في كمالِ
أُنوثتها تستبين ..
هي لاتُريدُ حَزْم حقائبها / بالقطع .
المُتدلّية من ضلع الليل
حاضرة معي كالشتاء تماماً
هناك ما يشغلها في مقدمة الحنين .
طارقٌ / ما
خلف مِقبض الباب يُلقي الوداع
بهامةٍ مُتكسّرةْ
عنهُ سألتها .؟
أجابت إنّه وطني الباحث عن الحب
في بدد انكساراتي ..
يداعبُ الشتاء مِعطفَها الأنيق بحنْو
هي لاتأبهُ بالأضواء ..بالصقيع
ما دمتَ طقسها الحاني
الشارعُ مليءٌ بجاذبيتها ..
مِظلتُها والمطر
جواربهُا الكتْانية…وقُفّازات كفوفها الخريفية
مكياجها الهادئ
وسترة نومها اليافعة
تستحمُ بأنوثتها
هي حتى مطلع الفجر ..
ينامُ الشتاءْ، ظفائرُها لاتنام
تغيبُ العصافير
شُرفتُها من هديلٍ ونورسْ
يدنو الحنين
نظارتها مهبطٌ لعناقٍ يُدَرَّسْ .
يذوبُ المساء
أنوثتُها أقحوانٌ ونرجس ..
________
*مجلة نزوى

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *