*محمود عبد اللطيف
خاص ( ثقافات )
يا حبّ
و نحن نغرق في شروق أو غروب
علمنا أن لا نموت كل ليل
وأن نقلد سرب حمامات يراقصن الحياة
وأن نشرب من كأس العيون بـ فرح
و نحن نمّر تحت عرائش الفيروز أغرقنا بالندى
و ارسم لنا بـ قدس الضوء جسراً كـقوس قزح
كي لا يُشلّ القصب في رقصه
حين مرور نسمة عاشقة بـأجسادنا
كـ نفحة من هوى برّي الطبع ..
يا حب
وأنت ترقّع الريح المصابة بـ اهتراء الموسيقا
منذ نوح المفقوء القلب
كـسفينة لم تغرق
قلّ لنا : ما خطته الليالي على أكفنا الموشاة بمنمنة الوقت
وارسم كل ما نسته الأيام من اللون في طهره
حين الورد ..
أناث ترتل ما تيسـرّ من مصحف العطر
كلما مرّ مدّ عشــق بـليل القصائد
و اقرأ في ارتعاش أطراف الأصابع .. آية من سورة الشغف
المفسرِ بـاقتراف التنفس فعلُ عشقِ و حياةْ
يا حب
و أنت تمارس فينا عدلك والظلم تذّكر أن اللحن خمر النبض
في عناق الأصابع كلّ طواف في ليل التمني
و أنت توقد نارك في العيون تذكر أن الهمس صلاة وجد
في ارتواء الوقت من شفاه الشمس
وأنت تولم للمسافة أرواحنا تذّكر أنك أنت الرحيم
يا حب
علمنا كيف يزهر الأقحوان على سفح الجبل برّياً
لو لم تمطره السماوات بدمع ملائكة عاشقين
لوضوء الحمامات قبيل الفجر ..
لـ يقمن في محرابك صلاة
علمنا
أن نعيد تشكيل أواخر النبض بما يطابق حاله في الشوق
كي تكون قراءة النص المقدس في العيون .. عيون
أن نرسـم قيامة التراب .. تراباً
يحمل بين حبات روحه نبوءة الشــعر
أن نرقص لموتنا كـعرس
أن نشمّ ريح احتراقنا.. كما أنزلتها أنت .. بخوراً
علمنا
كيف نرتب كؤوس النبيذ لـ سهر الغيم مثرثراَ أسرارنا
فـنصغي .. و نعرف ما خبأته قلوب في حيرة قلوب
كيف تكون الأزقة في ذاكرة الروح .. روحاً لـ نص موغل في الشوق
كيف نرتب تفاصيل وجوهنا من جديد
كيف نقول
كيف نفعل
كيف نعيش الموت ..
كيف نموت الحياة ..
كيف تدور الأرض في كروية القلب
والوقت يخططها عرضاً و طولاً
قبراً و أرجوحة
فرحاً .. حزنا ً .. ضحكاً بكاءاً
و كيف عرجنا للنشوة دون يقيننا
و كيف هبطنا
يا حب
قل لي .. أكانت تفاحة .. أم قبلة .. ؟