أورهان باموك: رواية جديدة “غريبة في ذاكرتي”


*إعداد وترجمة: ابتسام عبد الله


قال أورهان باموك في امسية في بروكلين، انه اراد شرح واستكشاف الحياة الملحمية وفلسفتها .يقول اورهان باموك، انه يعتقد ان “الغرابة” هي واحدة من الروايات التي تسمح للطبقة العاملة بالتعبير عن نفسها. وبعد ان تحدث احد طلابه معه بعنف، لانه كشف له عن نهاية رواية “انا كارينينا” اتخذ باموك قاعدة جديدة: ان يقرا مختصر الكتاب في ويكيبيديا” قبل ان تبدأ الحلقة الدراسية.

لقد كان هناك زمن في تاريخ الادب عندما كانت القصة أهم من التفاصيل، والبروفسور الفائز بجائزة النوبل، تحدث الى مستمعيه في مكتبة بروكلين، كجزء من حلقة مشاركة الاساتذة في التحدث عن كتاب وقال باموك، “في اعمالي لا تأتي الشخصيات لأن القصة تأتي اولاً – التفاصيل الصغيرة، والروائي يريد الذهاب الى اتجاه ما ويخلق شخصيات تصحبك الى ذلك الاتجاه.
وهذا الأمر بالتأكيد هو المسألة في عمل باموك في احدث اعماله “غرابة في عقلي”.
وفي الفقرة الاولى من الرواية، يضع خطة الـ 600 صفحة القادمة. ويسمي باموك “غرابة” – “انها الرواية الانثوية الاولى” وهي تتابع الحياة في اسطنبول وشارع منها بالذات، يسمّى “فيفلوت كاراتا” وذلك في مابين 1969 – 2914.
وشارعه ذاك غير فعال – وفي الحقيقة، فهو يتحدث “عن السياسة فقط وعن علاقاتها بالعمل” و”لايمتلك افكاراً قوية” . ويقول باموك، ومع ذلك فهو حيادي، مما يسمح بالذهاب الى اي مكان وسماع اصوات اليساريين المتعصبين ويسمع كافة الاصوات الاخرى: اليساريون واليمينيون والمتطرفون – وهكذا مع الامتداد يكتشف سياسة اسطنبول وتاريخها، بينما يؤكد عدم كتابة روايات تتناول السياسة بقوة. 
وفي الحقيقة، فان كتابه الاول “ثلج” طبع في عام 2002، وقد احتوى اشارتين الى اسامة بن لادن والى خطته لاغتيال ستة عمال في تركيا. وفي اعقاب احداث 9/11، حذف باموك تلك الاشارات لمنع القراء من التفكير بانه كتب عن ذلك الحدث، علماً انه يؤكد انه لا يكتب روايات تتضمن آراء سياسية وفي الحقيقة، فان كتابه “ثلج” كان يحتوي اصلا عن تلك الآراء في السياسة.
ومع ذلك فهو لا يحشر احداثاً كبيرة سياسية. وميغلوت، يبيع اضافة الى اليوغرت (اللبن) شراباً (مخمراً) بعض الشيء، في زمن كان فيه الخمر ممنوعأً، وكان يسمى (بوزا) ومنتشرا في الامبراطورية العثمانية وشمال افريقيا والشرق الاوسط والبلقان.
ونشأ باموك نفسه على شراء (البوزا) ويقول ان الشراب كان كحوليا وغير –كحولي. وحتى الحكام العثمانيون علموا انه يحتوي الكحول، والبعض كان يذهب متنكراً لشرائه. 
ويصف باموك روايته: “ان الصورة التي ساورتني كان بسبب تقدم التكنولوجيا، والشخص الذي يبيع بضاعته في الشارع يخسر عمله”. ويقول باموك، ان يوغرت لم يكن معلباً في قنانٍ في تركيا، وبدأ بيعه في اكواب السيراميك. ثم في اقداح، ثم في صناديق (الكارد بورت) ثم صناديق بلاستيكية والى آخره.
ويقول باموك انه اعتقد ان “الغرابة” هي واحدة من الروايات القليلة التي تسمح للطبقة العاملة للتحدث عن نفسها. وقال ايضاً ان الروايات الكلاسيكية تسمح لابطالها بالتحدث عن أنفسهم، وتلك الروايات الكلاسيكية اما انها تتحدث عن الطبقة الوسطى والعليا، او تتناول واقع حال الفلاحين من منظور الطبقة الوسطى، كما في “آنا كاريننا”، حيث يعلم القارئ عن الفلاحين الروس عبر تجربة كوستاتين عبر تجربته في الطبقة الوسطى.
ولذلك اختار باموك متعمداً، الطبقة الوسطى لان فيها تفاصيل بعمق البحار عن الاسلوب والخيارات المتاحة وتنوع الالوان وتلك التفاصيل التي تتوالى تدريجيا!
ويقول باموك “لو اني استطعت جلب القارئ الى القاع، للتفكير في تلك الاسئلة عن الطبقة الادنى، فانني انجح في سحب الطبقة الى التفكير، ويعني ذلك انني قد نجحت”.
___
 عن: الغارديان/ المدى 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *