الشاعرُ ليسَ ملاكاً


زبيجنيف هربرت ترجمة: محمد عيد إبراهيم*


خاص ( ثقافات )

الشاعرُ ليسَ ملاكاً 
الشاعرُ شاعرٌ 
لا يملكُ أجنحةً 
فقط يدهُ اليُمنى 
ذات ريشٍ 
يضربُ الهواءَ بها 
يحلّقُ بعلوّ ثلاثةِ أشبارٍ 
ليسقطَ فوراً. 
وحينما يترجّلُ تقريباً 
يندفعُ بساقيهِ 
ليحوّمَ لحظةً 
ملوّحاً بيدهِ ذات الريشِ.
لو يقدر أن يتغلّبَ 
على جاذبيةِ طينهِ 
لعاشَ في عُشِّ النجومِ 
لنطَّ من شعاعٍ إلى شعاعٍ 
لو يقدر 
لكن النجومَ
حين فكّرت ببساطةٍ 
كونهُ ربيبَ الأرضِ 
تساقطت في رعبٍ خالدٍ..
فيغطّي الشاعرُ عينيهِ 
بيدهِ ذاتِ الريشِ 
لا يحلمُ بمزيدٍ من الطيرانِ 
يحلمُ بالسقوطِ 
مثلَ برقٍ يُزيحُ 
صورةَ الأبديةِ! 
*شاعر ومترجم مصري.
(*) الفوتوغرافيا، للفنان الإسبانيّ: سلفادور دالي

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *