نافذة على سينمات العالم.. في مهرجان دبي السينمائي الـ 12 رؤى متنوعة وتجارب فريدة




*أحمد ثامر جهاد


خاص ( ثقافات )
اعتاد مهرجان دبي السينمائي الدولي (9- 16 ديسمبر) أن يوفر لجمهوره باقة متنوعة من الأفلام العالمية الناطقة بلغات مختلفة في سياق فعاليات برنامج (سينما العالم)، حيث عرض المهرجان الفيلم المرشح للأوسكار هذا العام “سبوت لايت” للمخرج توماس مكارثي، تمثيل: مارك روفالو ومايكل كيتون وريتشل ماك آدامز، والذي يتصدى لكشف المستور وتحدي أحد الخطوط الحمر في المجتمعات الكاثوليكية. 
وتتمحور أحداثه حول الجهد الذي يقوم به فريق التحقيقات بصحيفة “بوسطن غلوب” الذي يحمل اسم “سبوت لايت”، لفضح أشكال الإساءة الجنسية بحق الأطفال من قبل قساوسة أبرشية بوسطن التي أدت إلى استقالة (برنارد لوو) كاردينال بوسطن في عام 2002.
وتركز دراما الفيلم على مواجهة الفريق الصحفي لأولئك الذين تسببوا بهذا الانتهاك الذي يعد شكلا سافرا من أشكال الفساد في المنظومة القيمية للمجتمع الأمريكي. ربما يذكرنا بأفلام سابقة عالجت أيضا موضوعة المهام الأخلاقية للصحافة الحرة التي تضعها مسؤوليتها المهنية بمواجهة ضغوطات المؤسسات المتنفذة أيا كانت، من قبيل فيلمي: كلنا رجال الرئيس، وحملان وأسود.
كما تم عرض فيلم الدراما الاجتماعية (رعاية منزلية) للمخرج التشيكي سلافيك هوراك والذي كتبه بنفسه مستوحيا قصة أمه التي عملت ممرضة لأكثر من ثلاثين عاما.
يقدم الفيلم الذي صوره المخرج في منزله مستعينا بأشياء حقيقية تعود لوالدته صورة واقعية عن زوجة مهمومة برعاية زوجها وابنتها نفسيا إلى الحد الذي يجعلها معرضة هي الأخرى للإنهاك الذاتي والشعور بعدم الرضا، فهي بحاجة أيضا لرعاية الآخرين ومحبتهم. 
يقول مخرج الفيلم: ما أردت إيصاله للمشاهدين هو أن الحياة قصيرة وعلى الجميع أن يركزوا على ما هو ضروري فى حياتهم بدل الاكتفاء بالقيام بواجباتهم. 
ومن أجواء الحرب العالمية الثانية التي ما انفكت السينما الأوربية تعود إليها من حين إلى آخر عبر قصص واقعية تذكر بما عاشه الأوربيون من محن إنسانية تركت بصمتها في ذاكرتهم الثقافية والفنية، يطالعنا الفيلم الحربي الدنماركي “أرض الألغام” للمخرج والكاتب مارتن زاندفلييت، ليعرض لنا حكاية اقتياد مجموعة من الأسرى الألمان إلى الدنمارك، وإجبارهم على نزع مليوني لغم نشرتها القوات الألمانية على طول الساحل الغربي بعد الحرب العالمية الثانية. وبالطبع ليس هذا الفيلم الدنماركي الوحيد الذي يحيك قصته من وقائع الحرب العالمية الثانية، فهناك فيلم( 9 ابريل) اخراج(رونا ايزرا)-انتاج 2015، الذي يروي واقعة احتلال الألمان للدنمارك واستسلام البلاد للمحتلين الألمان، فيما ما يزال مجموعة من جنودها يقاتلون على الجبهات.
كما عرض الفيلم الألماني المثير “فيكتوريا” للمخرج سيباستيان شيبر، الذي حصل على عدد من الجوائز العالمية، بوصفه تجربة سينمائية مغايرة في بنائها السردي ولغتها المبتكرة، كونها تخالف إلى حد ما، ما اعتدنا مشاهدته، إذ يعد الفيلم مغامرة فنية ذكية تستثمر قوة إيقاع الفيلم في مشهد طويل يستمر لنحو 140 دقيقة من دون أي قطع مونتاجي. 
ويروي الفيلم حكاية الفتاة فيكتوريا(الممثلة الإسبانية ليلي كوستا) التي تتعرف على أربعة شبان في مدينة برلين وتمضي الليل معهم بحرية ومرح تام قبل أن تتحول الليلة إلى كابوس مزعج.
في الغضون يقدم المخرج البرتغالي ميغيل غوميز، فيمله الملحمي الموسوم ( ألف ليلة وليلة) الذي يستمر لست ساعات جاءت على شكل ثلاثية هي: (الجزء الأول- القَلِق) (الجزء الثاني- البائس) (الجزء الثالث- المسحور). تعيد الأجزاء مجتمعة وصل الماضي بالحاضر عبر لغة مبتكرة تسقط المعنى على مشكلات البرتغال الراهنة، وتستثمر في الوقت عينه شهرة قصص الليالي بسحرها السردي وتأثيرها الخيالي كنص أدبي خالد، سبق للكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخس أن اعتبره أعظم كتاب أدبي، لا يمكن الانتهاء منه.
كما يعرض المهرجان أفلاما أخرى ليست أقل أهمية، من بينها: فيلم (الخط الأصفر الرفيع) للمخرج سيلسو غارسيا، والفيلم الإيراني (الأربعاء، 9 مايو). وفيلم (طفولة قائد)، للمخرج برادي كوربت، وتمثل الأفلام مجتمعة إطلالة حقيقية على ثقافات العالم المختلفة، التي تقف هموم الإنسان في قلبها دوما.

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *