*عدنان الصباح
خاص ( ثقافات )
في أكثر من مقال ومناسبة عرفت الفكر على انه ” وعي الفعل الجماعي مرفوعا لحد المطواعية والقدرة على التحول إلى آليات لمعاودة الفعل بشكل أفضل والمفكر هو قارئ مشارك بالفعل وفاحص وباني مبدع لفعل المنتجين وعيا” ومع ذلك فلا زال هناك من يصر على عقد ورشات ومؤتمرات لمناقشة الفكر العربي دون أن يحاول احد على الإطلاق التفكير بعقد ورشة عمل واحدة عن مناقشة الفعل والأداء العربي وحتى حين يسعى اللغويين العرب اللحاق بركب الحضارة نجدهم مجرد مفسرين لفظيين لا أكثر دون أن تحظى تفسيراتهم بالاهتمام اللائق بهم وبصفاتهم فنحن نسمي الراديو بالمذياع والتلفزيون بالتلفاز والسينما بالخيالة لكن أحدا لا يهتم بهذه التسميات سوى أصحابها ومع أن العالم بشكل عام لم تعد تهمه الحروف والألفاظ بقدر ما تهمه الحقائق إلا أن الذين يقبلون نتائج فعل الآخر يحاولون الإمساك بهذا الفعل لتطويره والانطلاق به نحو الأمام معتبرا ما وصل إليه الآخر ملكا لهم بينما يقف البعض منا مثلا موقف الرافض لكل ما جاء به الآخرين فهناك منا من يعتقد أن التلفاز أو السينما حرام وهو بهذا يكتفي بفتوى ويستريح ثم يهجم على كل الآخرين بصوته العالي ناسيا أو متناسيا أن لولا الثورة الرقمية وما أتت به من وسائل اتصال حديثة لما سمع احد في هذا العصر بفتواه.
إن التناول الفج لموضوعة الفكر بمعزل عن تناول الفعل الإنساني للأمة نفسها هو ضرب من العبث لا معنى له أبدا, كما أن قراءة فكر الذات على انه الفكر المطلق وببعده التاريخي بمعزل عن أية تطورات وبدون إخضاعه لمختبر الحراك الإنساني بكل تجلياته هو ضرب من العبث أو الترف اللغوي لا جدوى منه على الإطلاق وهو يشير إلى خواء الفعل الذي أفضى إلى خواء في الفكر رحنا نحاول ملأه بأغاني الماضي النشاز, فالولايات المتحدة اليوم والتي لا يزيد عمرها عن خمسة قرون ويعرف العالم جيدا أنها تجميع للبشر من أعراق واديان وألوان مختلفة تمكنت من صياغة فكرها المجمع على شاكلتها وهي اليوم تعتبر البعبع الذي يخيف العالم بشعار العولمة الفكرية والاقتصادية ويسعى أعداء العولمة تلك جاهدين لإيجاد السبل الممكنة لحمايتهم من خطر العولمة الأمريكية, ولا شك أن المهزلة واضحة جيدا حين تجهد امة عمرها آلاف السنين بحماية نفسها من فكر مجموعات لم ينسى أبناءها بعد منابتهم الأصلية.
والسبب في ذلك واضح جدا وهو أن ما تسمى بالأمة الأمريكية اليوم هي سيدة إنتاج الثروة في الكون فهي وحدها تنتج ثلث خيرات البشرية ولذا أصبح من حقها وحدها صياغة فكر خاص بها بات يخيف العالم بكل بساطة, وهذا إثبات على أن الفكر هو وعي الفعل.
أثناء مؤتمر الفكر العربي القومي والإسلامي الذي عقد في قصر الثقافة في رام الله في نهاية عام 2006 قدمت ورقة حملت عنوان ” عصرنة التأصيل في مواجهة تحديات التحديث ” رغم أني خلال عرضها على الحضور لم أتناول شيئا من المادة في الورقة المقدمة للمؤتمر بل تحولت كلمتي إلى لغة احتجاجية بعيدا عن النقاش الرزين الذي أتقنه بعض الزملاء, ولقد كان لدي ما يبرر ابتعادي عن رزانة الزملاء التي أثارتني وحسدتهم عليها ولا زلت, إذ كيف يتمكن هؤلاء الاساتذه الأفاضل من الاحتفاظ بكل رزانتهم وكياستهم في ظل الحال التي نعيش, فالاحتلال الإسرائيلي يقتل ويدمر وينتهك ويعتقل ويجرح مئات الفلسطينيين يوميا وهو يغلق أبواب بلادنا في وجوهنا وينتهك حرمات بيوتنا وغرف نومنا وحياتنا ويمنع عنا القدرة على الحركة والعمل والتعلم ويصادر ابسط حقوقنا كبشر يتربع على صدورنا وفوق أرضنا دون أدنى اهتمام لشيء مما يسمى يمس حقوق الإنسان أوالفكر أو المبادئ أو الأخلاق وذاك ما تفعله بساطير جيش الاحتلال الأمريكي في العراق وبقايا المحتلين في شبعا والغجر في لبنان ودبابات المحتلين في الجولان والتهديد المتواصل للسودان وسوريا وكل بوادر المقاومة الحية في الأرض العربية, وليس ذلك من باب المزايدة على المناضلين والمفكرين بل من باب التساؤل لا أكثر لعل للإجابة على ذلك مساهمة في إثراء الهدف الذي أراده المؤتمر وغيره من المؤتمرات التي تعج بها الأرض العربية.
• قلت في تقديمي لورقتي إن الأمة التي تنتج الثروة تنتج فكرها والأمة التي تستهلك الثروة تستهلك فكرها, ذلك أن باحثينا اليوم يغرقون في قراءة التاريخ ويراوحون مكانهم في ذلك تماما كمن يجتر الذكريات فالأجداد كانوا فاعلين على الأرض لذا صاغوا فكرهم الذي لا زال حيا حتى الآن, بينما لن تجد الأمة الأمريكية الحديثة ما يمكنها قراءته في تاريخها القريب خمسمائة عام تقريبا سوى تاريخ القرصنة وإبادة الشعوب والعنصرية ومع ذلك فهي تصوغ فكرها العنصري المعادي للشعوب والحضارات وتقدمه مغلفا بالسم على انه فكر إنساني ليبرالي وهذا الفكر المعادي ولكنه الفكر الحي الذي يفكر الجميع كيف يتقي شره, فمن أين يأتي الفكر إذن, سوى من الأرض ومن الفعل وليس من الفراغ والحلم ومن هنا جاءت الفكرة أن الشرق متخيل وهمي وماضوي والغرب حقيقي وواقعي ملموس, واليوم تعيش البشرية كلها تقريبا هاجس مقاومة بشاعة العولمة العنصرية للولايات المتحدة وحلفائها وهي تملك ما تقدمه سلعة وفكرا, هم يقدمون لنا أدوات الحياة ومواصلتها وتطورها فهم صناع الآلة وهم صناع الحاسوب ونحن من نستخدمه ومن يراقب لغة الشارع اليوم يجد أن الغالبية العظمى منا تسمي الحاسوب بالكمبيوتر والمذياع بالراديو وفقط نتذكر التسميات العربية عندما نجهد أذهاننا في سبيل ذلك هم يقدمون لنا أداة التفكير والمادة الاستهلاكية ويضعوننا أمام زجاجة الكولا وجهاز التلفاز والدعاية للسلعة نحن نسمع ونرى ونأكل ونشرب الكولا والماكدونالدز.
نعود إلى بيوتنا مساء لنجلس أمام تلفاز غربي أو حاسوب يصلنا أيضا بعالم آخر لا علاقة له بنمط حياتنا وننقاد تلقائيا إلى ازدواجية عجيبة وصراع داخلي مرير بحاجة إلى حلول لقضايا الازدواجية بين الواقع المعاش وما نتلقى عن بعد فالواقع مناقض بالمطلق لما نتلقى بكل التأثير والضجيج الذي أحدثته الثورة الرقمية في عالم الاتصال والتواصل أو التأثير والتأثر.
• أشرت إلى أهمية فتح باب الاجتهاد من جديد وان الشافعي وابن حنبل ليسوا نهاية الدنيا ولا يجوز التعاطي مع اجتهاداتهم على قاعدة القداسة فهم بشر مثلنا وما كان ضروريا في وجود اجتهادهم وفكرهم بسبب التطور والحياة بات ضروريا أيضا الآن ولا يجوز أن نغلق أبوابنا للريح مؤكدا أن ذلك لا يعني التجديد في الأصول أو المطلقات بل بالشروح والتفسير والأمة اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى الى مجتهدين جدد وعصريين ولكن ليس بالمعنى الفردي بل بالمعنى الجماعي فالفكر الفردي اليوم لا وجود له ولم يعد بإمكان رجال الدين وحدهم الادعاء اليوم بأنهم أصحاب العصمة المطلقة في تقرير التحليل والتحريم ووضع الحدود والتقرير بحياة البشر ومصائرهم فقط لكونهم يتقنون قراءة النصوص الدينية فتطورات العصر والثورة الرقمية والحجم الهائل والثوري للاكتشافات العلمية والدور الذي يضطلع به العلماء في كافة حقول المعرفة اليوم يجعل دورهم جزئي وليس كلي مشارك وليس مطلق والهالة التي يضربها البعض حول شخصه واسمه لمنع مناقشته يجب أن تنتهي فالقداسة بين بني البشر هي فقط للأنبياء والطاعة المطلقة لمن لا ينطقون عن الهوى ملزمة لنا تجاه الأنبياء فقط وليس للبشر أيا كانت صفاتهم.
• أشرت أيضا إلى أن الرفض المطلق للآخر غير موضوعي وغير علمي وان الفكر الدنيوي للآخر هو صياغة بشرية لا يجوز تحريمها قبل فحصها وحكاية التقليد الأعمى أو الرفض المطلق للغرب لا تسمن ولا تغني وهي تقوقع لا معنى له وان الذي لا يتلاقح مع الحضارات يصيبه الموات فالمستقبل بكل تجلياته هو للتقدم والانفتاح دون أن يعني ذلك الذوبان بل بالعكس فلا يوجد فكر نقي كالأعراق العنصرية في القرن الحادي والعشرين فالفكر النقي الخالص هو تماما كالعنصرية التي تدعي نقاء جنسها وعلى العكس من ذلك ان تداخل وتفاعل الأفكار هو الرد على العنصرية المجنونة وهي الأقدر على نقل أحلامنا وتراثنا ليساهم في رفع صورتنا ومكانتنا في مسيرة الحضارة الإنسانية والفكر العربي المنزوي في الغرف المظلمة خشية الآخرين هو فكر جبان لا يستحق الحياة وبذا فان علينا الإمساك بناصية الفكر الفاعل عبر الإمساك بأدوات الفعل على الأرض والحقيقة التي علينا إدراكها هو ان المفترض بهم كغرباء وطارئين أن يخشونا وليس العكس فنحن من يمثل الأصالة ونحن من نملك الحق برواية تاريخ العلاقة بين الإنسان وهذه الأرض وليس الغزاة والمحتلين الطارئين وجودا وفكرا استعلائيا عنصريا.
• تحدثت عن أهمية عقد ورشات للفعل المقاوم بدل التغني بالفكر المقاوم فلا وجود لفكر مقاوم دون مقاومة والمقاومة تحتاج لفكر يساعدها في التطور وتحقيق الانتصار وضربت مثلا على ذلك, لم لا تعقد ورشات للمهندسين والمختصين مثلا لإيجاد نماذج للبناء قادرة على الصمود في وجه المعتدين أو إيجاد أدوات كدروع لصدور أبناءنا الذين يواجهون الموت ببساطة او فكر يوفر القدرة للمناضلين على المناورة والاختباء وحماية الذات لاستمرار الصمود والمقاومة, فالفكر المقاوم هو وعي الفعل المقاوم وأداة تطوير له, وفي اليوم التالي للمؤتمر نقلت الصحف أخبارا عن الورشة التي يديرها شمعون بيريتس والتي تهدف لاكتشاف وتطوير أدوات ووسائل لتتبع المقاومين الفلسطينيين داخل الحواري والأحياء الضيقة عن بعد, وباعتقادي أن الفلاحين الصامدين في بيوتهم في مواجهة منازل المستوطنين المحتلين وان الأبطال الصامدين منذ
حرب عام 1948 في قراهم الغير معترف بها في بيوت رثة وتكاد تنهار دون أن يسمح لهم حتى بترميمها, هؤلاء الذين يرفضون كل العروض مقابل التخلي عن عششهم التاريخية هم الذين يصنعون فكر المقاومة وليس مجموعة الثرثارين في صالات مكيفة وياقات منشاة تكاد تمنع رؤوسهم من الالتفات لفعل المقاومة الحي لدى ذلك الرجل في طورة قضاء جنين ويسكن داخل الجدار بينما يسكن اقاربة على بعد عشرة أمتار منه خارج الجدار ويصر على البقاء ويوميا يقطع مسافة 65 كم لزيارتهم او للذهاب إلى حقله أو للمواطن الفلسطيني الشاب محمد الحسينية الذي يعيش مع عائلته في غرفة صغيرة من الزينكو كانت قبل عقود بيتا للأغنام رافضا التخلي عنها أمام كل الإغراءات.
• الجميع تحدث عن علاقة العربي بالإسلامي والإسلامي بالعربي بل ان البعض ذهب الى حد اعتبار العربي إسلامي والعكس صحيح وقلة هم من أشاروا إلى وجود المسيحي في الصورة العربية أو وجود غير العربي في الإسلامي مع أن الغالبية تجاهلت ذلك وعلى ما يبدو عمدا متناسين المسيحية في التاريخ والجغرافيا العربية بما في ذلك الوجود الحي الآن على الأرض كأصحاب مشروع عربي حي ومشاركين فاعلين في صياغته, ويمكن القول أن الصحفي الأستاذ أبو فخر من لبنان كان الاجرأ في التطرق لهذا الموضوع, والغريب في الأمر أن أحدا اليوم لا يحاول أن يتذكر أن ابرز أعلام القومية في بلادنا فكر واداءا هم من المسيحيين.
• معظم الأوراق التي قدمت لم تمس الواقع بشيء ولم تحاول التطرق للفعل بل راوحت بين قراءة التاريخ لغة واستشراف المستقبل حلما, وليس لذلك علاقة مع تحديات المستقبل فالمستقبل ليس لغة وإنما فعل حي على الأرض تماما كما هو التاريخ الذي يعتبر تسجيلا للفعل البشري ومكوناته وتأثيراته على الأرض والأحياء وبما ان الفكر ليس لغة مختلقة بل هي قراءة واعية ومبدعة لواقع الفعل وحركته فانه يعتبر إفرازا طبيعيا لتفاعل طرفي معادلة هما الإنسان الجماعي والطبيعة .
• المشتغلين بقضايا الفكر في العالمين العربي والإسلامي يعيشون في قصور من الهواء وفي الهواء وهم يتعاملون مع المتلقي بشكل فوقي معتقدين انه يخضع لدونية في مراتبية يؤلفونها هم بعيدا عن الواقع دون أن يدركوا أن المتلقي الفاعل نفسه هو منتج الفكر الفاعل نفسه وان الأمة العاقر في الفعل هي عاقر أيضا في الفكر ولا ولادة وهمية في عالم وهمي ومبني في الهواء, وأية محاولة لادعاء وجود فكر لأمة لا تساهم مساهمة حقيقية وفاعلة في خيرات الأرض من قبل الصناع الحقيقيين للثروة هي محاولة بائسة ووهمية تماما كفكرها اللفظي الذي لا علاقة له بالواقع الفاعل والملموس .
لقد جاء المؤتمر في مرحلة هامة من تاريخ شعبنا وامتنا وكان بالإمكان أن يتم تطويره بما يضمن التطرق إلى القضايا الحساسة التي تهم الشعب الفلسطيني والأمة العربية وعلى تماس مع قضاياه الحيوية ورغم ذلك لم يفوت عدد من الباحثين الفرصة للتطرق إلى تلك القضايا ولكن دون البحث المعمق بها أو الاهتمام بالتوصل إلى توصيات ونتائج يمكن الاسترشاد بها على أرض الواقع للحركات والفصائل الفلسطينية وقوى الممانعة والمقاومة العربية وصناع القرار ومنظمات المجتمع المدني فلسطينيا وعربيا والأخطر من ذلك أن أحدا لم يحاول مثلا التطرق إلى نمطية الاسترزاق الغربي التي تعتاش منها منظمات المجتمع المدني الفلسطيني والتي بذلك بدل أن تكون مكونا أصيلا وداعما للأداء المقاوم تتحول إلى معيق لذلك من حيث لا ندري.
اللقاء المباشر الذي تم بين رام الله وبيروت في نهاية ذلك المؤتمر لم يتطرق أبدا إلى قضايا الكفاح المشترك ونقد أدوات العمل وأساليب المواجهة والمشترك في الصراعات الداخلية بل تناغم الجميع في رفع وتيرة الرضا عن الحال وتوجيه التحيات والتعظيم المتبادل بين الطرفين دون استخدام الفكر النقدي والذي وحده يمثل أداة التطوير والتقدم ومن استمع إلى الحديث المتبادل بين بيروت ورام الله والرضا الكامل عن الذات كان سيقتنع بان الحال العربي على أفضل حال, والختام الذي أنهاه الأستاذ معن بشور مع احترامي لشخصه بين وكأن الشعب الفلسطيني مصدر الفكر والمقاومة للأمتين العربية والإسلامية وباعتقادي أن كيل المديح المتواصل للشعب الفلسطيني من أشقاءه كان ولا زال واحدا من اخطر أسباب مأساته.
إن الأمة التي لا تمارس الفعل الحي لا يمكن لها أن تمتلك فكرا حيا ولا بأية حال من الأحوال ذلك أن الفكر إنما هو صدى الفعل الحي على الأرض وعادة ما احتاج الناس لعقولهم من اجل تطوير أدوات عملهم التي تؤسس لقدرتهم على الحياة أولا بمعناها الجنيني وبذا فان الفعل عادة ما يسبق الفكر فأنت قد تبدأ بالبناء ثم تكتشف انه يمكنك أن تستخدم طريقة ما للتسهيل أو للتسريع أو لأي غرض أخر يعني التطوير نحو الأفضل وقد حفر الإنسان بيته بالصخر أولا قبل أن يبدأ ببنائه على ما هو عليه اليوم ثم بناه ارضيا قبل أن يكون طابقيا ثم استحدث المصعد وهكذا مما يؤكد أن الفكر هو وعي الفعل وليس العكس والمسالة بمعناها الأدق أكثر تداخلا فنحن نعمل لنكتشف ثم نعمل وفق اكتشافنا ليبدو الفكر أصبح سباقا هنا وليصبح الفكر أداتنا للتطور والتقدم لا للانحناء إلى الوراء للامساك بما كان لنا والارتهان له دون فحصه على ضوء متغيرات كل عصر من العصور.