الترجمة بين من يمارسها .. وبين الطارئ عليها


*خضير اللامي


خاص ( ثقافات )
نشر خالد ايما مقالا على موقع ( ثقافات ) بتاريخ 31-10- 2015 ، تحت عنوان ” مقبرة براغ وسوء الترجمة” تناول في مستهله أنّه وجد نفسه قلقا وحائرا لهذه الرواية التي عدّها مائزة بالعقد والخيوط المتشابكة، فوضى غير منظمة . وشكلت له إزعاجا وما سمّاه قطعا تاما لتيار القراءة ، والملل وربما الغثيان والضجر. وزعم ،أنّه قرأها ثلاث مرات بصفحاتها الـ 576 ، رغم الأحداث الملتوية. يوعز ذلك كله لسوء الترجمة لأنها لم تترجم بوعي ومعرفة على حد زعمه . 
حسنا ، دعونا نترك التعابير الإنشائية وتناقضاتها أعلاه، لأنها لا تستند على مرجعية ؛ ويمكن أن ينطبق كلامه هذا على أية رواية مترجمة دون الرجوع للنص الأصلي، أي بمعنى أنه لم يسندها بأدلة في متن الرواية المترجمة ومقارنتها بالنص الأصلي ، لنكتشف أين كل هذه التعابير المجانية لدى الروائي ايكو أم أنّ المترجم أخفق أن يوصل لنا ما نريد ؟ وكي نفيد من ” نقده “هذا ؟! 
لم يكتف كاتب المقال بمغالطاته هذه إنما أوغل ؛ في اتهام المترجم أنه قتل ايكو مع سبق الإصرار والترصد عندما حذف اسمه من غلاف الرواية لتظهر الرواية تأليفا لي معتبرا ذلك كارثة الكوارث . فهذا مثير للسخرية والضحك حقا ، ويدل على تعمّده الإساءة للاخرين ، إذ كيف أجيز لنفسي أن أنسب لي هذا القتل مع سبق الإصرار لمؤلف الرواية ايكو في حين تصدرت ” مقدمة المترجم ” متن الرواية والغلاف الداخلي كتب عليه ” ترجمة خضير اللامي ” ؛ ولكن كما يبدو أن مصمم الغلاف الخارجي في وزارة الثقافة في بغداد وقع في التباس فوضع عبارة : رواية خضير اللامي ” بيد أن الوزارة تداركت الأمر في حينه قبل توزيعها وصدرت الرواية بصورتها الطبيعة دون قتل أو اغتيال ولا هم يحزنون . وأرفق صحبة هذا المقال صورة الغلاف الخارجي لإطلاع القارئ على تخرصات ايما هذه .. 
ويبدو أن كاتب المقال حاذق جدا في نسب ما ليس له ،ويوهم القارئ أن هذا من عندياته . فقد ذكر” أن المترجم وجد صعوبة كبيرة في هضم واستدراج النص وحقيقة ذلك أن اللامي لم يفهم ايكو وما يريده في هذا العمل الروائي الشائك .. إلى هنا الكلام لايما . ليستعين بفقرة من مقدمة المترجم دون أن يضعها بين قوسين أو يشير إلى مصدرها وهي كما يلي: من حيث تداخل الأحداث وتشابكها وغموضها، وزمنها الاسترجاعي، وحبكتها المعقدة وأسلوبها الملتوي. 
واخيرا ، كم كنت أتمنى لو كان ايما مترجما كي يدلني على الخلل وسوء الترجمة الذي زعم أنه اكتشفه بعد قراءات ثلاث للرواية .؛ ولكي أقطع الشك باليقين استعنت بالعم غوغول وبعض مصادر النشر الاخرى، فتأكد لي أنّ الرجل طارئ تماما على الترجمة ، ولم أجد الى ما يشير أنّه قد ترجم مقالا أو كتابا أو كراسا وكل ما في الأمر أنّه معني بكتابات مسرحية وحوارات مع شخصيات أدبية وفنية ومقالات نقدية . 

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *