التشكيلي هشام عبد الله يقدم رؤاه الفلسفية في “ثنائية الكون”




سماح ابراهيم


يستأنف التشكيلي الدكتور هشام عبد الله اهتمامه بعلاقة آدم وحواء فى “ثنائية الكون”، بمعرضه المنعقد حالياً بجاليرى بى آرت، الذى يجمع خلاله بين مجالى النحت والتصوير. 

تعد حالة الثنائية التشكيلية “آدم وحواء” من الحالات الممتدة فلسفياً وتشكيلياً لدى الفنان. تلك القضية التى تشغله منذ أكثر من عشر سنوات. 
تعليقاً على معرضه يقول د.”هشام”: بالتأكيد هذه القضية الأزلية فلسفية قديمة، لها بعدها التشكيلى الذى يختلف من فنان لآخر. 
كما يشير إلى استمراره فى العمل والبحث وقراءة كثير من الكتب التى تتعلق بفكرة خلق آدم وحواء، وهل بالفعل خلقت من ضلع أعوج. 
ويوضح: توصلت إلى العلاقة التشكيلية بين الثنائى وكيفية استغلالها، لافتاً إلى عمله من خلال هذه القضية دراما تشكيلية تصل للمتلقى. وهو ما يظهر بهذا المعرض الثنائى فى حالات تعبيرية مختلفة. 
ويشير د.هشام إلى القارب الذى قام برسمه فى معظم اللوحات لأنها رحلة ممتدة. منوهاً: أنا كفنان أشعر بأن هناك تواصلا مع العنصر الآدمى. وهناك فنانون يقدمون حيوانات وطيور نباتات، لكنى عندما أتعامل مع الرمز أميل للكيان الإنسانى فى التشكيل. 
يضم المعرض 9 قطع نحتية و35 لوحة تصوير، يربطهما “آدم وحواء”، ومن هنا عرض الفنان للمجالين معاً. حيث يصف التصوير بالنسبة له كالموسيقى، يخرج بشكل عفوى، ومن ثم يعمل بأريحية، عندما لا يكون مشحوناً باتجاه النحت كونه فى الأصل نحاتا. 
ويتابع: ليس لديّ حذر باتجاه التصوير، لكنى أريد الاستمتاع بما أقدمه. وقد عرضت بعض اللوحات على الأصدقاء فأشادوا بها. وهو ما حفزنى لعرض لوحات التصوير.
وفى تعليقه على المعرض رأى النحات ناجى فريد أن د.هشام يمتلك تجربة خاصة فى النحت والتصوير يستطيع من خلالها تقديم جملة مفيدة. 
كما يشير “فريد” إلى تجربته فى الشكل والسطح، التى تخلو من الحذر الذى كان يتعامل به من قبل، بخاصة مع تقديمه لأعداد كبيرة من التصوير ذات تنويعات جيدة. مضيفاً: أعتقد أنه فى طريقه لأن يكون أكثر تميزاً فى مجال النحت لأنه بالأصل نحات. 
ورأى “فريد” أن د.هشام اتجه للتصوير لخلق “عالم”، حيث إن النحت به اختزالات. مضيفاً: ربما فى لحظة عقلية أو نفسية احتاج الفنان لخلق عالم لم يجده فى النحت، ومن ثم قدمه من خلال التصوير الذى يتيح ذلك. 
أما الدكتور حسن كامل فقال إن د.هشام فنان يمتلك خيالاً جامحاً، وهذه أهم المميزات التى تميز شخصيته فى الوسط الفنى، على حد تعبيره. 
ورأى أن تجربته فى التصوير منحته مساحة كبيرة فى التجريب، فضلاً عن امتلاكه تجربة أدبية، مؤكداً أن القراءة والكتابة منحتاه عالماً يتصف بالخيال المتسع، وهو ما ظهر فى التصوير بشكل أكثر حرية. وبالتالى يحاول أن يترجم خياله فى صور نحتية نتجت عنها تكوينات متميزة. 
وتابع: نشعر بالنحت وكأنه يخرج من التصوير، والتصوير باعتباره تحضيرا للنحت. مضيفاً: هذه من التجارب القليلة الناجحة فى الوسط الفنى، بحيث يكون هناك نحات ولديه قدرة للعمل على المسطح.
——
بوابة الأهرام

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *