بعد أن اختيرت أمس، وفي مسقط رأسه، روايته “المتفوّقون” من بين الروايات الأربع الأخيرة التي ستتوّج إحداها يوم 3 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل بـ “الغونكور”، أبرز الجوائز الأدبية الفرنسية، نال الروائي هادي قدور التونسي الفرنسي، في اليوم نفسه، جائزة “جان فروستييه”. يمثل قدّور نقطة التقاء بين مختلف الجوائز الأدبية لنهاية هذا العام؛ إذ وصلت “المتفوقون” إلى القائمة القصيرة لكل من “جائزة فيمينا” و”جائزة ميديسيس” و”الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية”.
وجاء في تقرير لجنة التحكيم أن “الرواية تعطي نموذجاً لقوة الكتابة والابتكار الروائي، إضافة إلى تقديم نظرة على مرحلة وجغرافيا تحاشتهما السرديّات، هي سنوات العشرينيات في المغرب العربي المستعمر، مضيئاً في الوقت نفسه فهمنا لأشياء كثيرة في حاضرنا”. تحكي الرواية المثيرة للترشيحات قصة طاقم تصوير فيلم هوليوودي يختار مدينة نهباس المتخيّلة في المغرب العربي سنة 1922، ما يمثل نقطة اصطدام بين الحداثة والتقاليد المحلية. لكن الأمر لا يقف مع قدّور عند هذه الطبقة من التحليل، خصوصاً أنه اختار راوياً مختصاً في علم الاجتماع، حيث يتعمّق أكثر في ردود فعل أبناء الفرنسيين المقيمين في المدينة والشباب ذوي النزعة القومية الوليدة في المنطقة وقتها.
ولد قدّور عام 1945 في تونس، قبل أن تهاجر أسرته إلى بلد والدته فرنسا حيث درس وتخصّص في الأدب الفرنسي. عُرف الكاتب في الساحة الأدبية، نهاية الثمانينيات، شاعراً، قبل أن ينشر روايته الأولى “والتنبارغ” في 2005، ويبدو أنه بانتقاله من شاعر إلى روائي قد نجح في استقطاب الأضواء والجائز حيث حاز على “غونكور العمل الأول” ليصدر في 2010 روايته الثانية “معرفة العيش”، فيما تكرّسه “المتفوّقون” من بين نجوم المشهد الأدبي الفرنسي.
——–
العربي الجديد