* بيتر فوربس /ترجمة : أحمد فاضل
كان الشاعر الإنكليزي والكاتب والمذيع والممثل باتريك جوزيف كافانا الذي رحل عن دنيانا في أغسطس/ آب هذا العام ويرمز له بالأحرف بي جي كافانا الوريث الطبيعي للشاعر والكاتب المسرحي البريطاني فريدريك لويس الذي كان جزءاً من جيل أودن أو كما كان يشار لهم أحيانا باسم ” شعراء الثلاثينات ” ، حيث أشاد به نقاد كثيرون بطريقة إدارته لشعره الذي يذكرنا بالإيقاعية الشعرية المتفردة لكل من إدوارد توماس ، ايفور غرني ، وباعترافهم فإنه خير من مثل هؤلاء بعد رحيلهم .
كان كافانا شاعرا من النوع الذي لا يمكن وصفه حداثويا بسبب ميله الاحتفاظ بالكلاسيكية الشعرية التي ينظر إليها أنها انقرضت برحيل روادها حيث قال صديقه بيتر ليفي أنه كان قد كتب عديد قصائده على النحو الذي انتهجه شعراء ما قبل الحداثة كما ورد معظمها في كتابه النثري the perfect stranger أي “الغريب المثالي” كقصيدة “في الطريق إلى المستودع” و “غرفة البلياردو” و “على زورق مطاطي” جميعا حملت نفس مزاج وطريقة الشعراء الذين سار على طريقتهم ، فالشعر عند كافانا يعني استلهام روح أولئك العظام والسير على منهجهم .
باتريك جوزيف كافانا ولد في 1يناير / كانون الثاني 1931 وتوفي في 26 أغسطس / آب 2015 كان قد عمل محاضرا ومذيعا إضافة إلى كونه كاتبا للسيناريو كما كان والده تيد كافانا كاتبا للسيناريو ومعروفا في الأوساط الثقافية والفنية ، وعندما كان يحضر دروسا في التمثيل في باريس تم استدعاؤه للخدمة في الجيش أصيب على أثرها في الحرب الكورية المشتعلة آنذاك ، وبعد تسرحه انتظم في كلية ميرتون بأكسفورد حيث بدأ بنظم الشعر والتقى وتزوج في وقت لاحق بسالي فيليبس ابنة الروائي روزاموند ليمان حيث توفيت بعد سنوات من زواجهما بسبب مرض شلل الأطفال حينما كانا يعيشان في جاوة ويعمل هو هناك معلما للغة الإنكليزية في المعهد الثقافي البريطاني.
فازت مذكراته حول العلاقة الحميمة التي كانت تربطه بزوجته بإحدى الجوائز المهمة كما فاز بجائزة ريتشارد هيلاري التذكارية ، ومنذ ذلك الحين عرف بالكاتب والمذيع إضافة إلى كونه شاعرا كبيرا حيث نشر عدة دواوين شعرية نال بسببها جوائز رفيعة منها “واحد إلى واحد” ، و “في الطريق إلى المستودع ” ، و “عن الوقت” ، و “إدوارد توماس في السماء” ، و”الحياة قبل الموت” ، و “شيء عن السحر” .
أما قصائده التي لم تنشر فقد تم جمعها لتصدر قبل وفاته حملت عنوان “قصائد مختارة” عام 1987 وفي عام 1992 تم منحه جائزة تشلمندلي للشعر .
______
*المصدر: المدى