خاص (ثقافات )
عرف قراء العربية ومحبو الشعر اسم سهير الداود، الشاعرة الأردنية القديرة، من أعمالها الشعرية المقطرة التي طلعت عليهم بها قبل سنوات، ومنذ نشرت ديوانها الأول وهي تحتل مكانة متميزة في المشهد الشعري العربي المعاصر. «أنتِ للبيلسان ندّ» عنوان ديوانها الجديد الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” بالأردن، بغلاف من تصميم الفنان بسام حمدان، وثلاث عشرة قصيدة ضمها الديوان الجديد، حملت عناوين “مرآة، ناي الروح، حزن، أزهار، نزيف القصيدة، ملح الثلج، حلم لم يكتمل، قيثارة القلب، بكاء التراب، المدينة إذ تموت”. من عتبة الديوان، وإهداء لا يمكن تجاوزه أو عبوره “إلى غريس أمي.. ورد البيلسان الذي أتكئ على بهاء بياضه عند الغياب”، يمكن في الحقيقة اعتباره قصيدة واحدة طويلة تجسد تجربة خاصة جداً في مسيرة سهير الداود، إذ يأتي هذا الديوان بعد تجربة قاسية وقاصمة للشاعرة بفقدان أمها، وربما كان الشعر هنا “معالجاً” و”طبيباً” استطاعت الشاعرة به ومن خلاله أن تعبُر هذه الصدمة الأعنف على الإطلاق، وتحاول أن تستعيد بعضاً من صفاء الروح وانطلاق الخيال لتخرج لنا في النهاية واحدة من أروع قصائد “الفقد” و”تجسيد الفجيعة” في شعرنا المعاصر. في هذا الديوان، وبحسب الناقد الأردني الدكتور أحمد النعيمي، تصوغ سهير الداود “ملحمة الأم والابنة بأسلوب خاص، وطرائق فريدة في التعبير”. ويقول الكاتب جعفر العقيلي عن الديوان “بخفّةٍ محبَّبَة، تُعانق كلماتُها أرواحَنا، وتُمتّعنا بحالةٍ من التجلّي الذي يرومُ الانعتاقَ من كلّ ما هو أرضيّ. ففي قصيدتها، تُعاينُ سهير الداود وجودَنا الهشّ في “الدُّنيا” الذي لا يكفي لِنُجيبَ عن أسئلتنا المؤرّقة أو لنمحوَ شريطَ ذكرياتنا المثْخَنة بمفردات الحرب والضياع والموت. ويتابع العقيلي “ثمّة بياضٌ صافٍ لا ترى سهير سواه؛ هو بياضُ البيلسان الذي يذكّرها بوجوه الأحبّة الراحلين، وبأرواحهم وحضورهم الآسر وعطرِ قلوبهم.. البياضُ هو ثيمةُ “أنت للبيلسان ندٌّ”، وهو خلاصة المعنى المُقَطَّر فيه. سهير الداوود، كاتبة وشاعرة أردنية، حاصلة على ليسانس في اللغة العربية وآدابها.
صدر لها:
«نعم أنا آخر امرأة» (شعر)، (1997)، «فوق الماء وحدك» (شعر)، (1998)، «ألا تعال» (شعر)، (2006)، «فاجأني المطر».