«جسر الجواسيس» يجمع سبيلبرغ وتوم هانكس


كوليت مرشليان


يعتبر فيلم ” جسر الجواسيس”  أحدث الافلام الدرامية للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ بعد توقفه نحو ثلاث سنوات عن العمل. ويقوم ببطولة العمل النجم توم هانكس وكتب السيناريو والحوار مات تشارمان، إلى جانب المخرجين الشهيرين الأخوين ايتان وجويل كوين. وقد استمد الفيلم عنوانه من أحد اشهر الجسور في ألمانيا «جسر غلينيكي» الملقب «بجسر الجواسيس» الذي كان مسرحاً سرياً وغامضاً تبادل العديد من الأسرى بين أميركا والاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة. وفي أكثر من تصريح لسبيلبرغ عن الفيلم اعتبر ان هانكس النجم «ليس الممثل المدهش الوحيد في الفيلم» فهناك مارك ريلانس الذي كان مذهلاً ايضاً إلى جانب عدد كبير من الممثلين المميزين الذين ساهموا في تقديم هذه القصة الحقيقية المستندة الى أحداث تاريخية. 

أما مارك ريلانس الذي تقمص دور جاسوس سوفياتي لا يخفي إعجابه بطريقة تقديم هذه القصة الواقعية على الشاشة ويقول: «الفيلم يعتبر من الطراز القديم لأنه لا يحتوي على الكثير من المؤثرات الخاصة أو أمور من هذا القبيل. إنها قصة جيدة جداً وفيها سرد تاريخي لقصة مدوية». والجدير ذكره أن هذا الفيلم هو التعاون الرابع بين سبيلبرغ وتوم هانكس، كما أنه اول فيلم لسبيلبرغ لا يضع موسيقاه جون ويليامز منذ فيلمهما الاول معاً: «ذا كولور بيربل» أو «اللون القرمزي» وبعدها وصل التعاون الى 27 فيلماً، وذلك حصل بسبب الوضع الصحي لويليامز الذي حال دون هذا التعاون. 
 ومن المتوقع أن يحقق «جسر الجواسيس» الذي يتناول واحدة من أهم الفترات السياسية في الستينات من القرن العشرين: «الحرب الباردة»، العائدات القوية خلال موسم الخريف الحالي. ويحكي الفيلم قصة واقعية تسرد خلفية سلسلة من الأحداث التاريخية التي وقعت خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي وتتوقف عند حادثة اشتهرت في تلك الحقبة وهي حين أسندت وكالة المخابرات الأميركية مهمة خاصة إلى مدعي النيابة العامة الأميركي جيمس دونغان ويجسد شخصيته الممثل توم هانكس وهي التفاوض مع السوفياتيين من أجل اطلاق سراح أحد الاسرى الطيارين الأميركيين ويدعى فرانسيس غاري باورز ويقوم بدوره الممثل أوستن ستويل، وذلك بعد أن وقع أسيراً في قبضة الروس.

ويتوقع النقاد النجاح الكبير للفيلم على غرار ما حصل في اللقاء الأول بين سبيلبرغ وهانكس في فيلم «سايفينغ برايفيت راين» وكان ذلك عام 1998 إذ وصل ايرادات الفيلم الأخير الى 482 مليون دولار اميركي، وقد نافس بقوة في تلك المرحلة ونال خمس جوائز اوسكار، فهل يعيد التاريخ نفسه بعد 17 عاما ويحصد الثنائي سبيلبرغ ـ هانكس مجموعة اوسكارات عن «جسر الجواسيس» تماما كما حصل في افلام سابقة لهما، معا او منفردين، فهل يضيف هانكس في هذا الدور مجداً الى امجاده في الدورين الرائعين له: «فورست غامب» و «فيلادلفيا» الذين نال عنهما أوسكارين لأفضل ممثل؟ وبعيداً عن الجوائز وتفاصيلها، يبقى أن الفيلم الذي كان يحمل في النص الأصلي اسم «جسر الحقيقة» ولكن بدله سبيلبرغ منذ انطلاق التصوير في ألمانيا والجمهورية التشيكية في الموقع الاصلي لجسر غلينيكي الى العنوان النهائي «جسر الجواسيس» سيحبس انفاس المشاهدين من دون شك في اطار الأحداث التاريخية والمغامرات التي وقعها كل من سبيلبرع وهانكس بابداعهما اخراجاً وتمثيلاً.
——
المستقبل

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *