يقظان التقي
«أزهار الرجل» عنوان المعرض الذي يقام في متحف أورساي، يرمز إلى البطريركية البروتستانتية (1850-1910) من ديغا إلى فان دونغن، في مختارات فنية في مجموعات تشكيلية ضائعة في المنازل المغلقة وأصحاب المجموعات غير المعروفة.
لوحات من العصر الجميل، قبل العصر الجميل وبعده من نوع تلك الجماليات التي قاسمت ليالي باريس عطرها، لا بل عطر نسائها وتزامنت مع ازدهار الحياة الأدبية والثقافية والصالونات التي جمعت الرجال إلى النساء، الكتاب إلى الموسيقى والتشكيليين= زولا، مونياسون، تولوز لوتريك، ديكاس، مانيه، سيزان، فان غوغ. أسماء ذكورية كرست حياتها ومساراتها في البحث عن جماليات المرأة، كتبتها ورسمتها وغنتها وعزفتها موسيقياً.
المرأة شكلت جسد اللوحة التشكيلية لحفر كل الفنانين والرسامين وجسدت روائع فنية حاول متحف أورساي أن يجمعها تحت زاوية نظر جديدة تحت عنوان المرأة في المرحلة البروتستانتية. موضوع شيّق وغاية في الأهمية في قلب القرن التاسع عشر والقرن العشرين.
لوحات أدرجت تحت هذا العنوان أشير بأيقونات فنية في أعمال فنانين كبار «نانا» المانيه في هامبورغ، و»صالون شارع المولان» لتولوز لوتريك، وباليه النجمة لديغا. أعمال من القرن التاسع عشر وجاءت من معاناة هائلة لدى رساميها وفي مسارات موجعة وانتهت عند اعتبار الطبيعة الفنية وفي كل مرة ترسم المرأة في لوحة كانت («حجة الفنان من أجل الحركة والإنتاج» يقول ديغا)، ولا سيما النساء الراقصات بثياب الساتان الذي يضرب القلب مثله مثل الغناء.
مدام «Valtese» واحدة من ذلك السحر في أعمال هنري جيرفكس (Henri Gervex) اكتشفت في صالون العام 1979، بذلك الجسد الفضي واللمعان الأخاذ، كجذع زهرة سحرية، يترافق ذلك مع فم يشبه حبة الكرز، وعيون زرقاء..
المرأة شكلت عنصر القوة التعبيرية، القوة الشعورية في أعمال لوتريك مع زهوره البيضاء التي نسج في لوحاته بشفافية انطباعية.
تولوز لوتريك ولد في ليلة عاصفة العام 1901 وتوفي عن عمر 36 سنة وفي ليلة موته كان الرسام بيكاسو في عمر 19 عاماً في أول معارضه في باريس في غاليري «Ambroise Vollard» وتداخلت ألوان بيكاسو مع ألوان غوغان وآل غريغو (El Grego) بالأحمر والأخضر في ضربات لونية، قوية، عتيقة، توحشية.
أعمال تضع المشاهدين في حقبة أعمال حديثة ومن الأعمال المعروضة «La Jarretiéce violelte» لكي فان دونغن (Kee Van Dongen) العام 1910 بخيوطها العارية وبصباغ من ألوان صافية. خيوط فنية وانحناءات جسد متقاطع ما بين الوجه والعينين العسليتان والفخذين الشاقين والقدمين السوداوين..
(«المرأة هي أجمل منظر طبيعي» يقول فان دونغن). لوحة دونغن تعتبر من اللوحات التي شغلت صالون الخريف في باريس العام 1905 وهي لوحة شعبية جداً بظلالها السوداء والفوشي الاكتريك، واللون الأخضر الأسيدي واعتبرت حينها لوحة توحشية.. وكتب الناقد إيلي فور (Elie Faure) «فان دونغن يكتب الشعر والقصيدة الحسية في العالم». فيما يكتب أبولينير «لوحات دونغن قوس قزح أسماء ورغبات رغبات الأرواح البرجوازية الرمادية في عصرها تحت ظلال التعاسة، بينما دونغن لم يرد النظر إلا إلى ذلك السحري والجميل بذلك لوحات دونغن تعبر جيداً عن مدى تعاسة أولئك البرجوازيين، ومشاعرهم الرمادية.
المستقبل