رينيه ـ غي كادو: ليس مهماً إن وصلكم غنائي أم لم يصل


*ترجمة عن الفرنسية: شاكر لعيبي


شاعر فرنسيّ، من مقاطعة بروتانيا، وُلد عام 1920 وتوفي عام 1951، أي أنه توفّي شابّاً في الحادية والثلاثين من عمره. بدأ كتابة الشعر بتشجيع من والده. أسّس لعلاقاتٍ بالمراسلة مع بيار ريفيردي وماكس جاكوب الذي التقى به لاحقاً مرة وحيدة عام 1940. في عام 1937 نشر مجموعته الأولى «نقّالو جرحى الفجر». بعد مساهمته في الحرب العالمية الثانية عاد إلى منطقة اللوار ليعمل مدرّساً بديلاً. صدرت مجموعته «صدرٌ مُفْعم» عام 1946 وشكلّتْ قطيعة مع النبرة التجريدية التي ميّزت أعماله السابقة، وكانت المجموعة متأثرة بهاجس «البربرية النازية» بحسب تعبيره.
من مجاميعه: «عودة الشعلة» (1940)، «موسم كاسد» (1941)، «حياة محلوم بها» (1944)، «وجوه العزلة» (1947)، «أربع قصائد حب إلى هيلين» (1948)، «مرآة أورفيوس» (1948)، «الخطايا السبع المميتة» (1949). صدرت أعماله الشعرية الكاملة في فرنسا عام 1976، وأعيدت طباعتها عام 2001.
30 أيار 1942
هناك أكثر مني ومنك في العلية
يا أبي
الجدرانُ انهارتْ
الجسدُ انهار
أنقاضٌ من السماء الزرقاء تتساقط من جميع الجهات
أرى وجهكَ بشكل أفضل
أنتَ تبكي
وهذه الليلة نحن في العمر نفسه
على حافة الأيدي التي هَجَرَتْهَا
إنها الساعة العاشرة
رقّاصُ الساعة الذي يُصَوِّتُ
والدم الذي يتراجع
لا أحد
ثمة منزلٌ مغلقٌ
وثمة الرياحُ التي تدفع بعيداً نجمة سبّاقة
لا أحد
وأنت هنا
يا أبي
ومثل لبلابةٍ
ذراعي تتسلق ذراعكَ
أنتَ تَمسحُ دموعي
حارقاً أصابعكْ.
غناء العزلة
لتتقدّم نحوي جميع الخيول، النساء والحيوانات
المَقصيّة
ولتتسلقِ الأعشابُ حتى حافة طاولة عَمَلي
أريد أن أغنّي السعادةَ ذات الصفاء المدهش
لبلادٍ مستوية محصَّنة بعصائر أشجار التفاح العجيبة
ها أنا أرتّب قيثارتي مثل سُلّم لدجاج يواجه السماء
حيث يأتي القرويون كلهم لرؤية معجزة رجلٍ
يتسلق بعد حروف العلة
اندهشوا أيها الطيبون! لأن الذي يتشكّل هكذا مع الحكاية الخرافية
ليس بعيداً عن إيجاد مكان قرب الإلهيّ
في حظيرة ما!
وقولوا عند المساء عندما تعودون من حفل المُجنّدين أو من الأعراس
إن المصباح الذي يضيء عند ناصية البلاد، في وقت متأخر،
إنما هو مثل فانوس العربة
أو القارب البوهيميّ الذي يتجوّل وحيداً
في مياه الشفق العميقة
ليس مما يَهمّ كثيراً إنْ وَصَلَكم غنائي أم لم يصلْ
ولكن اندفاع أراضيكم الكبير (واقع) بين الشمس وبابي
سماد الوقت على السماء الشائعة
وزهرة الأضاليا الأخيرة في حديقة مهجورة!
فلتزدروا ذوي القربى الطائشين ولتلعنوا لحنهم!
ربما حصان بمزاج غير مألوف
في ليلة يكون الطقس فيها رمادياً أو مُثْلجاً
يضعُ خطمه الشمسيّ على واجهاتي الزجاجية.
مصير الشاعر
المساء الذي يحرّك أذنه
مثل حمار عجوز مُهْمَلٍ
المِشَدّ الأخير للنحلة
منسيّ على المدخنة
ثمة الجرسُ الحزين للملجأ
وثمة الخطوة التي تستجيب للخطوة
بحيث أن من يتيقظ
يشجّع من ليس متيقظاً
ثمة الطيور التي تقع على الصخر
الدم الذي يسقط على القلب
مطر مصابيح الشارع الطيّب
يَمْنح ماءً لشرب الشرّير
ثقب الإبرة الذي يمرّ عبره
خيط الضوء النحيل
بَكْرَة الوقت التي تلتفّ
تحت أكاليل الغار، تحت الأسِرَّة
لكن دراية وسط البشر
وفي حاضرٍ جَسُوْر
تُبقي مصباحَ زيت صغير
قادراً على إشعال الحريق.
__________
كلمات
العدد ٢٦٩٠

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *