أندريه كيرتيش .. بين الصورة والحياة




*تقديم وترجمة: رؤيا سعد


خاص ( ثقافات )

الهنغاري الأصل المصور الكبير أندريه كيرتيش او أندريه كيرتيز المولود في المجر، هو شاعر الصورة صاحب الأسلوب الفريد.
ملهم العدسة تربى ونشأ في مجتمع مختلط مع الغجر، فأخذ عنهم ذاك الشغف بالحرية والتفلت من كل القيود، فكانت الكاميرا سلاحه والصورة الفوتوغرافية لسان حاله.
ولد كيرتيز في بودابست، في عائلة يهودية بورجوازية. وقد أهدته والدته التي كانت تدير صالون شاي، كاميرا تصوير فوتوغرافي. كان يومها في الثامنة عشرة ويعمل موظفا في البورصة.منذ البداية بينت أولى صوره أسلوبا متميزا. وقد فاجأت صورة «السباح تحت الماء» (1917) الجميع بحداثتها الخاطفة. 
حتى يتمكن من كسب عيشه من التصوير، انتقل كيرتيز للعيش في باريس العام 1925 . لم يكن يتكلم الفرنسية ولن يتقنها بتاتا، تماما كما فعل مع الإنكليزية لاحقا. لم يكن يرتاح إلا للغة المجرية.
عاشر الأوساط الفنية المجرية، لا سيما في مونبرناس عندما كان حي البوهيميا الفنية في باريس، وتميز بصوره الملفتة مثل «ساتيريك دانسر» (1926) التي طلب فيها من راقصة ممددة على أريكة أن تأخذ وضعية منحوتة.
وتناول الرسام الهولندي بييت موندريان؛ مكتفيا بتصوير نظارتيه وغليونه، وهي تعبير أقوى بكثير من بورتريه عادي.
كان يتقن فن تغير الأطر. فهو سينطلق مثلا من صورة كلاسيكية تجمعه بزوجته اليزابيت، ليقلص الصورة تدريجيا. حتى تقتصر الصورة في نهاية المطاف على نصف وجه المرأة الحبيبة ويده الموضوعة على كتفها. وباتت الصورة بذلك أكثر إبهارا من الأصلية.
مراحل حياة كيرتيز: 
واضعا أمام أعين الزائرين كافة التفاصيل التي أثرت في مساره الفني عبر مراحل: 
الأولى تتعلق بمساره الشخصي (البطاقات البريدية المصورة، ومرحلة «التزييغ» في الصورة حيث اعتمد الصورة المزيغة)، ِثم طباعته لكتابه «باريس بعدسة كيرتيز« الصادر عام 1934 وفيه مجموعة رائعة للعاصمة الفرنسية في ثلاثينيات القرن الماضي، أما المرحلة الثالثة من حياته وبالتالي من معرض «جودوبوم» فهي حين ركز في تصويره على الإنسان والمشاعر الإنسانية وبشكل خاص موضوع الوحدة.
المرحلة الأخيره من حياته اقتصرها على حياة الإنسان حين يتخطى التسعين من عمره (وهو تخطى التسعين بعام واحد») إذ تكون على مقدار من الخصوبة. وأعطى في تلك المرحلة صوراً في موضوعات غنية ومتنوعة.
أولى الصور التي التقطها كيرتيز في حياته وكانت في خلال اشتراكه في الحرب العالمية الأولى في بلاده كجندي احتياط فصور بين 1914 و1918 أهوال الحرب والجنود في المعارك والقتلى والدمار، وهذه الصور لم يكن كيرتيز يركز كثيراً عليها لأنها كانت في مرحلة الهواية الأولى للتصوير حيث أنه تخلى عنها بعدها لسنوات ثم عاد إليها بعد هجرته إلى الولايات المتحدة الأميركية.
شكل تقاعده في مطلع الستينات، بابا للحرية. فعاد إلى أعماله السابقة وسافر في أرجاء أوروبا.
توفي في نيويورك العام 1985 بعدعام على وهبه النسخ السالبة من أعماله وأرشيفه لفرنسا.
________
*تشكيلية ومترجمة عراقية.

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *