لندن- يتداول متابعو موقع اليوتيوب منذ أشهر سلسلة أفلام رسوم متحرّكة قصيرة ناطقة باللغة الإنجليزية بعنوان “تاريخ الأفكار”. أفلام تضعها على الشبكة بانتظام إذاعة “بي بي سي 4”.
يتناول كل فيديو فكرة فلسفية ويقدّمها بأسلوب فكاهي مبسّط دون أن يفقدها بعدها المعرفي. وقد بلغ عمر التجربة إلى اليوم سبعة أشهر، جرى فيها نشر أكثر من خمسين فيديو، تتنوّع فيها الموضيع المطروحة.
تخصّص معظم الحلقات لعرض كيفية تناول التفكير الفلسفي لأفكار متداولة في الحياة العامة مثل الحب والتقنية والحرية والدين. وغالباً ما يستدعي الفيلم فيلسوفين أو ثلاثة تنالوا هذه القضايا في أعمالهم، ويضعهم في جدل افتراضي، معتمداً على المفاهيم التي طوّرها كل واحد منهم.
كما تتناول بعض الأفلام أفكارً أقل انتشاراً، باعتبار صعوبة تداولها، حيث تبدو معقّدة على غير المتخصّص في الفلسفة، فيوضّح أحد الأفلام “فكرة الاغتراب في العمل” لكارل ماركس ويقدّم آخر “علاقة عقدة أوديب ببناء الحضارة” لدى سيغموند فرويد، ويتناول ثالث “مفهوم الديمومة” الذي يبني فوقه بيرغسون كامل صرح فلسفته.
في بعض الأفلام تُطرح أفكار أكثر طرافة، مثل تناول إحدى الحلقات لعلاقة الفلسفة بمهنة المحاماة أو تؤخذ مقولة ديكارت “أنا افكر إذن أنا موجود” أو “وجودية سارتر” بأسلوب هزلي عبر المراوحة بين القراءة السطحية لهذه الأفكار والمعرفة الفلسفية السليمة. تسهر “الجامعة البريطانية عن بعد” ضمن إحدى ورشاتها، على اقتراح المواضيع وتوفير المادة المعرفية حولها، ثم تقوم لجنة تابعة لها بمراجعة النصوص وتدقيقها. فيما ينفذ الأفلام فريق من “بي بي سي 4″، وشركة “كونيتيف” الخاصة، ولا يظهر على شارة نهاية الفيلم سوى اسم صاحب الصوت الذي يقرأ النص، ويتقاسم هذه المهمة الممثلون جيليان أندرسون وستيفن فراي وأيدن تورنر وهاري شيرير.
_____
*العربي الجديد