« غزة تحت الجلد» رواية تعيد تقديم فلسطين وأهلها للقارئ بكثير من الإنسانية والفكاهة، وتتنقل به بين غزة ولندن والخليج.. رواية غنية بالأبعاد والاسئلة والتفاصيل، أقرب إلى غزة وأبعد منها.. ففيها فلسطين.. كل فلسطين من الداخل ومن الخارج ووطن صغير يتمزق من خاصرته.. صدرت حديثا عن دار بلومزبري / مؤسسة قطر للنشر- للأديبة سلمى الدباغ. تصور الرواية التي ترجمتها إلى العربية خلود عمرو وببراعة، الحياة العائلية الراهنة في غزة.
وهي تروي قصة رشيد وإيمان وهما يحاولان شق طريقهما وسط الاحتلال والأصولية الدينية والانقسام بين الفصائل الفلسطينية. كما أنها تفضح لنا أسرارا عائلية، وتهتك الحجب عن مآس مخفية، وتقدم لنا قصص حب غير عادية.
إنها وباقتدار تلتقط وتصور ما يعانيه العالم العربي الحديث من إحباط وما يتمتع به من طاقة وحيوية.. من أجواء الرواية: غزة تحت القصف. يصحو رشيد ليكتشف حصوله على منحة للدراسة في لندن، طريق الهروب الذي طالما حلم به.
أما إيمان، شقيقته التوأم، فيدفعها الإحباط من البشاعات التي تحيط بها وعدم التحرك لإيقافها إلى عمل طائش ظنا منها أنها تحدث فارقا في سير الأمور.
في هذه الأثناء، يعكف صبري، الشقيق الأكبر، من فوق كرسيه المتحرك على البحث في تاريخ فلسطين، في حين تنشغل أمه في إعداد (المخللات) والتشاجر مع الجيران. يذكر أن سلمى الدباغ كاتبة بريطانية من أصول فلسطينية تعيش في لندن.. قصصها القصيرة منشورة في عدد من الكتب التي تشمل مقتطفات أدبية مختارة، ومن بينها تلك التي نشرتها دارا «غرانتا» و»إنترناشونال بين».
تمثل سلمى الدباغ جيلا جديدا من كاتبات لا يكتفين بالنظر إلى الوطن وقضيته بمنظار واحد ومن بعد واحد.. انها بتجربتها متعددة الأبعاد والزوايا تنقلنا إلى أجواء عشناها وأخرى لم نعشها.. وتفتح لنا الشاشة على مصراعيها، لنرى ما تراه ونتفاءل، أو نتشاءم.. وفي الحالتين نزداد فضولا ونتساءل حول أجزاء الوطن المتداعي فنكتشف معا أن للصورة أكثر من وجه . كما رشحت تلك القصص لجائزة «انترناشيونال بين» و«دافيد تي كي وونغ» وكذلك جائزة «بوشكارت».. وتعد «غزة تحت الجلد» روايتها الأولى 415 صفحة .
خلود عمرو اشتغلت لأكثر من عشرين عاما في مجالات الترجمة والصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية والنقد السينمائي.. تنقلت في العمل بين صحيفة «الشرق الاوسط» وهيئة الاذاعة البريطانية في لندن وقناتي «الجزيرة» و«العربية» في الخليج .
تحمل درجات علمية في التاريخ والترجمة والإنتاج السينمائي والتلفزيوني من بريطانيا.. كما ترجمت عددا من الكتب التي نشرت على حلقات في الصحافة العربية إلى جانب رواية والعديد من المقالات لكتاب عالميين .