خاص ( ثقافات )
في 110 صفحة من القطع المتوسط صدر للكاتب ممدوح الشيخ (مدير المركز الدولي للدراسات والاستشارات والتوثيق) كتاب جديد عن ظاهرة الاستشراق الجنسي. وهو يتناول الظاهرة تحت عناوين: “من الاستشراق إلى الاستشراق الجنسي”، “الرومانسية والاستشراق الجنسي”، “الاستشراق الجنسي”، “الاستشراق الجنسي والنقاب”، و”فرنسا نموذجاً للتمثيل الجنسي للاستعمار”.
في المقدمة يقرر الشيخ أن صورة الشرق في المخيلة الغربية تأثرت إلى حدٍّ بعيد بما أنتجته حركة الاستشراق، فالمستشرقون “وصفوا الشرق باعتباره مؤنثاً، ثرواته خصبة، ورموزه الأساسية هي: المرأة الشهوانية، والحريم، والحاكم المستبد”.
ومن هذا التأثير الكبير للجنس في تاريخ الاستشراق ظهر مصطلح: “الاستشراق الجنسي”، وهو تعبير مُحدَث يفتح الباب أمام عوالم من الأفكار والأسئلة والخبرات التي تمتد في تاريخ الاستشراق لمئات السنين. وهو بالقدر نفسه يفتح الباب أمام تأمل الصلة بين الجسد والسياسة، والجسد وصورة الذات والآخر في الذهن الغربي (وهو تعبير فيه كثير من التجاوز لوجود عدة أنساق ثقافية تحت مظلة ما يسمى: الغرب).
في الفصل الرابع: “الاستشراق الجنسي والنقاب” يرصد المؤلف صلة الظاهرة بأجواء الحرب على الزي الإسلامي (الحجاب والنقاب) في أوروبا. وكان الشيخ قد أصدر في العام 2010 كتاباً عنوانه: “الإسلام في مرمى نيران العلمانية الفرنسية: ما وراء الحرب الأوروبية على الحجاب والنقاب”، وهو يعود في كتابه الجديد إلى تأكيد أن الرفض الواضح للحجاب والنقاب وراءه أبعاد ثقافية واعية في الفكر الأوروبي تدفع باتجاه الرغبة في “استئصال” الزي الإسلامي كونه علامة على ما يعتبرونه قهراً للجسد الأنثوي.
الكتاب تتصدره عبارة للكاتبة فاطمة المرنيسي عن زيارة قامت بها لمتحف مع مثقف فرنسي مهووس بلوحات الحريم وتأملاته وأحلامه وهو يتخيل نفسه سلطاناً يحطنه، وحديثه بأنه كان واثقاً أنهن لن يهربن لأنهن كن عرايا! ونظرته الاقتصادية للموضوع بأن الإنفاق على امرأة لا تشتري أثواباً تجعلك تدخر أموالاً كثيرة.!