ليلى وإيف فجيعة والدتين


جوزفين حبشي

عام 1991، كان لدينا تيلما ولويز. امرأتان جمعتهما قضية واحدة هي الرتابة والضجر واليأس من علاقة كل منهما العاطفية، فانطلقتا في مغامرة مجنونة نتج عنها واحد من اشهر افلام ريدلي سكوت مع الممثلتين جينا دايفيس وسوزان ساراندون. اليوم ، لدينا ليلا وايف. امرأتان جمعتهما قضية واحدة هي خسارة ابنين، فاتحدتا من اجل الانتقام لهما وكانت النتيجة ثريلر درامي مستقل بعنوان Lila & Eve من اخراج شارلز ستون III مع الممثلتين جنيفر لوبيز وفيولا دايفيس منتجة الفيلم مع زوجها من خلال شركتهما JuVee Productions.

ليلا ( فيولا دايفيس) هي أم مفجوعة من جراء مقتل ابنها في وسط الطريق بسبب المخدرات. اثناء مشاركتها في حلقة علاج جماعي، تلتقي ايف (جنيفر لوبيز) التي فقدت بدورها ابنتها. رغم انهما مختلفتان تماماً، هاتان المرأتان المشتعلتان غضباً تقرران الانتقام من خلال القيام بمهمات الشرطة المتخاذلة ووقف عمليات الاتجار بالمخدرات التي اغرقت المدينة والمجتمع والاولاد… من خلال Lila & Eve، يقدم كل من المخرج شارلز ستون III وكاتب السيناريو باتريك جيلفيلن قصة مؤثرة وموضوعاً حساساً واداءات قوية بطلتاها النجمتان فيولا دايفيس نجمة فيلم The Help التي رشحت عنه لجوائز الاوسكار وغولدن غلوب وBAFTA و فيلم Doubt الذي رشحت عنه ايضاً للأوسكار، وجنيفر لوبيز التي رشحت لجائزة غولدن غلوب عن فيلم Selena واعتادت الاستشراس والانتقام من اجل ابنتها كما في فيلم Enough.

صحيح ان اختيار هاتين الممثلتين كان مخاطرة، فالنتيجة لم تكن مضمونة، وموهبة دايفيس الكبيرة قد لا تتفاعل ايجاباً مع تمثيل لوبيز الذي حمل اليها ترشيحات عدة لجائزة التوتة Razzie Awards الممنوحة عادة لاسوأ اداء. لكن جنيفر لوبيز خيبت توقعاتنا، وربحت الرهان وشكّلت مع فيولا دايفيس ثنائياً مقنعاً وممتازاً. جنيفر لوبيز قدمت اداءً استثنائياً فيه عمق وانفعالات مؤثرة، وفيولا دايفس بارعة كعادتها في قدرتها على زلزلتنا من الداخل من دون اية مبالغة. الشريط ممسوك الايقاع ومتصاعد التشويق رغم عدم منطقية بعض الاحداث، وهو عبارة عن سلسلة من مشاهد الحركة المتلاحقة التي تترجم وجع والدتين لم يعد لديهما ما يخسرانه بعدما فقدا اغلى ما لديهما.

النهار

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *