“مأمون القانوني” للكاتب ديك الجن عن دار فضاءات للنشر والتوزيع




خاص- ( ثقافات )
صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع كتاب ” مأمون القانوني، تنويعات من واقع الحياة للكاتب ديك الجن ويقع الكاتب في 376 صفحة من القطع المتوسط.
ديك الجن اسم مستعار لكاتب حقيقي منغمس في هم الآخرين، لا يركض وراء الضوء قدر ما يحب التعبير عما يريد، وكتابه المعنون (” مأمون القانوني” تنويعات من واقع الحياة)، هو كتابه الأول الصادر مؤخرا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع- الأردن.
وقد كتب الشاعر والروائي جهاد أبو حشيش في مدخل الكتاب حيث يقول: “كاتب يفر من الضوء مرتديا المعنى، يحاول أن يقدم لك ما هو خارج اللحظة ولكنه لا ينسى أن يسبر أغوار دمعك وفرحك ، سارقا منك أسئلتك وكأنه يتربع معك على سريرك ويتمثلك ليكونك وينطق بلسانك، لا تسلط في لغته بل انسيابية عالية تجعلك تركض خلف تراكيبه للمفردات التي يحاول أن يسرقها من فمك لتكون سهلة المذاق بالنسبة لك.
وديك الجن لا ينسى أنه يمسك بيدك وكأنه حكيم أعمى يريد أن تستدل واياه على الطريق دون ان يشعرك بفوقية مقيتة أو وعظ جامد فارغ من الروح، بل هو يفتش فيك وفي وشخصياته عما يضيء طريقه ثم يمزج ضوءكما معا لتكون الرؤية مشتركة وجادة وحرة. 
صاحب أسلوب رشيق مشوق وبناء سردي متقن أكثر من أسلوب معظم أدعياء الكتابة الروائية الذين يحاولون أن يجدوا لهم مكاناً ويتقزمون لعل الضوء يحس بهم فيسرقوا بعض مكان ليس لهم. 
الكتابة لدى ديك الجن هي إعادة إنتاج الحيوات التي انهرست كثيراً تحت جنازير الواقع الذي لم يعد يرى فيه الشباب العربي أحلامهم، من أجل أعادة أنتاج واقع قادر على أن يليق بهم.” 
يقولون أن العين النافذة ترى ما خلف شكل الجوهرة- قلبها وقدرتها على منحك الجمال،وقد رأيت في ديك الجن كاتبا حقيقيا لا يلبس الأقنعة وأعدكم أن أقدمه لكم في السنوات القليلة القادمة روائيا متميزا لما لمست من نفس روائي بكر ونادر في كتابته قلما أتقنه روائي.
ديك الجن وفعل الكتابة:
لم نرد أن يمضي الخبر بشكل تقليدي، لأن ديك الجن ليس كاتباً تقليدياً، لهذا طلبنا من ديك الجن أن يكتب حول مفهومه للكتابة، وأنت تتوغل فيما كتب ستعرف بالتأكيد سبب كثرة قراءه، يقول ديك الجن لعل أصعب الأشياء التي يمكن الكتابة عنها هي الكتابة نفسها.. هذا الفعل الخفي الذي ترى فيها الصنعة والصانع , لكن لا يمكنك رؤية عملية الصناعة نفسها.. لا ترى المكونات الأساسية لهذه العوالم التي تقرأ عنها.. لا ترى عملية الخلط ولا عملية الطبخ ولا عملية تشكيل الشخصيات.. لا تشاهد الأعشاب وهي تنمو ولا الغابات وهي تتشكل.. لا تشاهد كيف بنيت الحواري وأنشأت الطرقات.. ولا ترى الصغار وهم يكبرون.. ولا الطيور وهي تبني أعشاشها.. كل ما في الأمر أنك تمسك الكتاب وتقرأ السطر الأول لتجد نفسك فجأة أمام عالم جديد بسكان جدد.. يضافون لعدد سكان الأرض كما يقول ساراماغو.. والأدهى من ذلك أنه لا يمكنك السير في هذا العالم وحدك.. بل الكاتب هو من يمسك يدك ليقودك عبر سطوره وكلماته من مكان لآخر داخل هذه العوالم.. من ضحكة هنا.. إلى بكاء هناك.. من قصة حب عظيمة على حافة النهر.. إلى موت بطيء في غرفة باردة.. يجوب بك في عوالمه الخيالية وشخصياته حتى تصل الصفحة الأخيرة التي فيها باب الخروج.. ليترك الكاتب يدك بكل خفة وينسل مختفيا تحت جنح الظلام .. تاركا إياك وحدك.. ليس معك إلا حيرتك واندهاشك وأسئلتك.. هذه تقريبا هي الكتابة.. وربما هذا هو ما يدفع القارئ لمحاولة دراسة الكاتب نفسه.. عله يحصل على إجابات أكثر.. أو يقف على طريقة صنع هذه العوالم.. لكن إذا ظن القارئ أن الكاتب نفسه يعرف أسرار هذه الصنعة ويخفيها عنه فهو واهم.. ما المسؤول عنها بأعلم من السائل.. ونفس الشعور بالحيرة اللذيذة التي تصيب القارئ عند القراءة, يصاب بها الكاتب نفسه لدى حواره مع شخصياته ورسم عوالمه.. صحيح أنه هو من يبدأ برسم الخطوط العريضة لهذه العوالم.. وهو من يبدأ بإستدعاء هذه الشخصيات.. لكن سيكون من الكذب القول أنه هو من يتحكم بها.. فمتى ما حضرت الشخصيات تبدأ هي بالتحكم بالكاتب.. وإجباره على اللهاث خلفها ممسكا كاميرته وقلمه.. ليرسم خطواتها.. ويسجل كلامها.. ويحاول تجسيد مشاعرها.. فهو هنا مصور وناقل لا أكثر.. مصور لهذا السحر الذي ربما كان قدره أن يراه هو في صدره وينقله للآخرين.. على ورق.. لكن عظمة عملية النقل هذه تكمن في جزئية الخلق.. الخلق من عدم.. وهذه هي عظمة الكتابة.. وهذا هو مجد أي كاتب.. وعليه لا أرى أي فائدة في تحليل عملية الكتابة إلى مكوناتها الأساسية.. ليستمتع الكاتب بخلق عوالمه وشخصياته.. ويستمتع القارئ برؤيتها مجسدة في عقله.. وهل الكتابة والقراءة في النهاية إلا فعلا استمتاع؟ 

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *