“أليس ومارتن”.. رومانسية متعثرة وكوابيس الماضي




* مهند النابلسي



خاص ( ثقافات )

يحاول المخرج الفرنسي، أندريه تيشينيه، أن يقدم فلما”سيكلوجيا- شاعريا” فريدا، لكن غموض وتعقد العلاقات وضعف الخبرة التمثيلية لدى بطله الرئيسي “لوريه”، تجعله ربما يخفق في إنجاز تحفة سينمائية سردية.

تتلخص القصة بمارتن (الممثل اليكسيس لوريه) الشاب المضطرب نفسيا، الذي يفر إلى باريس للعيش مع أخيه المثلي بنجامين (ماتيو أمالريك)، وهو شقيقه من جهة والده…حيث نجد أن “أليس” (الممثلة جولييت بينوش)، تقاسم بينجامين حياته وشقته القذرة (وهي لاعبة الكمان البارعة)، كما أنها تقع في حب مارتن، الذي ينجح بدوره بالعمل كعارض أزياء “متميز”.
صور هذا الفيلم بأسلوب شاعري وشغف كبير، وتم شحنه بحواس متضاربة، وتدهشنا النهاية غير المتوقعة عندما ينهار مارتن عندما تصبح أليس حبلى، تدهشنا دهاليز قصة الحب الفاشلة، ونستمتع ببصمة إخراجية مشهدية ذات نكهة فرنسية خاصة!.
ينهار مارتن فجأة ويقع في غيبوبة، ويشخص الأطباء حالته “لسبب سيكوباتي”، وفي محاولة لعلاجه تستأجر أليس كابينة في جنوب إسبانيا محاذية للبحر(حيث يسبح لساعات ليلا)، كما نعلم أنه تسبب بقتل والده بإلقائه من فوق الدرج بعد نقاش عائلي حاد، وبعدها يهرب ناجيا من العقاب لباريس، ولكن شعوره الجارف بالذنب أوقعه بكآبة نفسية حادة، وتسعى أليس جاهدة لمساعدته، فتتصادق مع أمه بالرغم من الأجواء العائلية العدوانية الصادة، ولكنه يعترف أخيرا بجريمته ويذهب للسجن متصالحا مع ذاته!.
يزخر هذا الفيلم اللافت بكم كبير من التوتر والعصبية، تمتد تفاعلاتها للأمام والخلف، مما يستقطب تركيز المشاهد، الذي يندهش من الفضول المشحون بالمشاهد المتلاحقة، والذي يكشف خفاياه بالتدريج، ويتعمق باكتشاف “الندوب” داخل الشخصيات المجهدة، ويندهش من جرأة الطرح و”مواجهة الذات” وذكاء العرض والكثافة “العاطفية” التي قل أن تجدها في أفلام مماثلة، وربما يعزى ذلك للشغف الإخراجي الذي حول الفيلم لرواية مشهدية تحمل بصمات تشبه كتابات”وليام فولكنر” (الكاتب الأمريكي الشهير).

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *