قصائد حب للشاعر الفرنسي الكبير بول فاليري


ترجمة: بول شاوول

غياب

[ -1-
ايتها الصديقة عندما يأتي الليل، يصبح غيابك
غير محتمل
يصبح أحياناً أعمق وألم
من ان استرجعه
وأحياناً أخرى متسارعاً، كأنما يستعجل الوقت الذي يقيسه.
كل افكاري، تنصّب نحوك..
تراودني فكرة انك تستأصلينني.
ماذا ينفع ان اخلق ما لا تستطيعين سماعه؟
أأنت صماء؟!!.
لي الآن، محالة الامساك
انت لا تشتاقين الي ابداً، لكن ها هو يجيء وإحساس حرارة جسمك يجتاحني مع الحزن..
أنا أعرف، أني سأنهض قبل الفجر امام وحدة
ساعات بلا حنان، عذوبة صوت عزيز، ولا نظرات..
كل ما أحسّ يسقط في الفراغ
كل ما اقول يقال لصمتي
لماذا جعلتني احبك الى هذا الحد؟
[ -2-
قلت لي ان قلبك ليس غامضاً..
قلتها بكل عينيك
اذا كانتا فعلا اغمضتا على ذهب السموات
مقدمة وجهك الى صاعقة الحب
المتوحشة التي رمت صمتي على فمك
في قبلة من شدة حقيقتها لا تنتهي من
الارتواء بيننا سعادة اللقاء
آه! أيتها الافواه، التي تعبّ من النبع المختبىء
نشوة تعطّش متبادلة هدأت
على ثمرة اللحظة الأنضج والأعز،
شفاه، شفا معاً، آه! القوة التي تسحق
الرحيق العذب لكل العذوبات،
اعجز عن التفكير في ان هناك مستقبلا
اسود، يتكون ويحملك على الفراق
يا حبيبتي الغالية
يا حبيبتي الغالية
ذات يوم فائق الجمال
يأتي البؤس
من بين الشفاه…
[ كان النهار
من ذهب وحرير
الفرح في أوجه
ينتظرني..
يا حبيبتي الغالية
فمك العذب
صار سماً
في عروقي..
كانت الشمس الغنية
تحت هذه الجدران
حيث يزبن كثير من الحب
ايامنا..
يا حبيبتي
ثلاث كلمات تكفي
صنعت لتقول:
يجب ان تموت
«الحياة تفرض
ان يفوز آخر
بالتي كانت
وحيدة حبك
سريري، قلبي،
جسدي، ازهاري
كل سعادتي
امنحه اياها».
آه يا حبيبتي الغالية
فمك العذب
اسمعني
كلمات الموت هذه ….
ـ أهذه انت؟
أهذا ممكن؟
يا حبيبتي الغالية
محبوبتي الفائقة
يا اثير اسود
لليوم الملعون
اذي بُحتِ لي
بسرك القاسي
آبدأً ابداً
يا حبيبتي
لن أنسى
هذه الضربة السيئة.. 
كان النهار
من ذهب وحرير
وأنا فريسة
اليأس.
كاهناً وشاعراً
لجمالك
جعلت منك
الوهة
لكن قلبك المعتم
كان منهوشاً
بحلم اسود
حلمت به طويلاً.
أمضي، كوني سعيدة
إن استطعت
مثل نفوس
أخرى..
.. والألم
الذي يستعصي عن كل شفاء
والذي اصبتني به
يأتيك للمساعدة
يا حبيبتي الغالية
التي احبتني كثيراً
أهذه أنت؟
ايكون ذلك حقيقياً؟
يا حبيبتي الغالية
آه يا نهاراً جميلاً
ها أنا اتيت
كما الى قبر.
[ يا صغيرتي
يا صغيرتي، يا شقيقتي
فكري في مرارة
ان يفرقنا الأفق والضباب؟
لا الجسد ولا القلب
لا شيء يعتاد!
كنت لي الحنونة
ـ المشعة
التي أحب ان اسمعها!
اين عيناك فيّ؟
التي ترى سموات كثيرة
اثناء هذا الانتظار؟
(1939)
[ البعيدة
يا كذبي البعيدة
يا متعتي الهاربة
اين ترابي اشرب
ماء نبعي؟
اين صارت هذه الخيرات الكثر
التي كانت خيراتي
حديقة حياتي
وردها، ثمارها،
همسها، ثم مسرح الآبار
المتابع بحنان؟
اين كلماتك
عيناك الطفوليتان
ومثل هذه الساتان الرقيق
نحو مثل ذاك التُويج
ابكي وانا افكر
بقلبك الغائب
(1939)


المستقبل

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *