هُنا تنهار حدودُ المدينة


اللوحة للفنانة الايرانية صفاء كاساي

باولا بالبيردهْ آليير

عشر سنوات
وكما ترى
لا أحد يُراهن على تاريخنا
ولا زلنا نُحاول
أن نغزوَ المجدَ من جديد،
نعيد النور إلى مكانه
بِروحٍ منثورةٍ في الأرض.
أصابعي لا تخترق جدارك.
لم تعد بطل الموسم.
الآن وها قد عرفنا بعضنا أكثر
نتجنب الفضائح
والثأر
وتحطيم الأواني في الثالثة فجراً.
-لن أفكر بذلك-
سأفكر بك
ضعوا المقعد
الأكتاف
وعدداً لا يُحصى من المناديل
كي أبكيك.
اليوم أنتظر هجوماً آخر
عناوين موحدة
وقهوة نحتسيها مع جميع الأصدقاء.
كما ترى
لا أحد يراهن على تاريخنا.

حِمية
السُّوقُ قِطٌّ أبيضُ ينامُ على صندوقِ طماطم، تفوح منه رائحة البحر، رجلٌ يُفرغ وعاءه فتخرج منه رؤوس طازجة بكل تحدٍّ.
كم تريد؟ ويُغرِقُ يده حتى يجد أجملها، هذا المساء سيكون هناك ألعابٌ ناريَّةٌ وعواصف عندما يبدؤون في السقوط بين الأصابع، نقطةً نقطةً، الذرة والعدس. سيمطر الجميع معاً في صوت البائعة المبحوح، سنحمل في شريحة أكياس صغيرة من التوابل، سنتعلم من أناشيدها، وسنذكر وجهها في لون العشاء.

صورة من المراهقة
بقي
قليلٌ من النبيذ في المخزن
وحيوانات منوية كثيرة على الشموع.
جِلدكَ على سلَّةٍ من الورود
وأنا ككلبة تحت الزمن.
انظر إلي، استدر مرة واحدة للأبد،
اغرس في جسدي شوكة
معجزة الديناصورات
التي تولد
على ضفيرة مضيئة في ابتسامتك.
أجيءُ وأنا أُرضع الكلمات
تفوح رائحة الخبز
الخبزُ الممزوجُ بالكبريت
عندما ينفجر الجنس.
وبعدها تُعلِّق السماءَ كي تجفَّ
كبتلاتٍ هشَّةٍ
وأنا لا أتوه في أول الكتاب.
تمتلئُ قدماي بالحشرات
وهكذا أُعلن نفسي مذنبة فيك.
بالرغم من عدم وصولي إلى أعماقك؛
أتوق إلى رعشة الظَّهر
لعتمة الفجر المنتظرة
لصوتك المقضوم بجانب التفاحة
ولهذه الرغبة المريضة في أن ألامسك
حتى في الصور الفوتوغرافية.

القديسة لوسيا
الليلُ
رقصةُ باليه اليراعات
المجروحةِ
بخدشين في الجبين
وانكسارٍ في الفكِّ
عيونٌ تائهةٌ في زمنٍ متوحِّش.
سقط الليل
في نسيج اسمك
جُرِحَ
في محيط كريستاليٍّ يعتليهِ
فيلٌ نائحٌ
لا يتوقفُ
ولا ينقطعُ عن التدمير.

امرأة مستوحدة
لأنني امرأة مستوحدة
أنتعلُ رقم الأقفال الممنوعة
أَحُلُّ شعري في غمرة المطر
وأكره السُّكَّر في القهوة.
أتزيَّنُ كي أرقص معي
أوقِفُ الساعات والطرقات
أُغنِّي صمت الخليلات
فأنا لذَّتُهُن.
أعترف بالكلمات المجرَّدة.
أنتشي بها
وأضطجع أمامها
بجشع المقاعد الفارغة
في الزوايا.
منفردةٌ أنا
عندما أصحو أو أبكي
سيكون النظام مختلفاً
إن لم أتجاهل القواعد.
لكن ذلك يُنعش ذاكرة الغرقى
فأنا تلك السفينة
لا أطلب نجدة
ولا حتى حطام السفينة
أُفَضِّلُ المياه الساخنة
كي أبلغ ذروة البرد
وبأبدية السمك القصيرة
الذي يأتي ويذهب
كما أنه لأوَّل مرة
سيرحلُ للمرَّة الأخيرة.

زمن الرمال
إلى الشاعر الذي أهدى قصيدته لشجرته
ثم قطعها بعد سنين
نسوا المرايا
وزجاج الرمال.
أنكروا أنهم عرّوا أعضاءهم
حتى تُذَكِّرهم المياه بالحرية.
امتطوا حصاناً
كي يجولوا في عالم موجودٍ على خريطة
لكنَّهم لم يصلوا أبداً إلى هاوية المنطقة،
استخدموا البوصلةَ من أجل ذلك
وغنُّوا على ضفَّة الألحان
سَخِروا من السحرة وصانعي الأثاث
بحثوا عن ذريعة كي يُغَيِّروا المصابيحَ
وبقي الليل حقل ألغامٍ من النجوم
والجلدُ ساعةٌ زمنيةٌ
للحسابات المتراجعة.
مسحوا ذكرى حارَته،
لم يقبِّلوا أوراقه أبداً
داسوا ببرود على براعمه
لم يقولوا أبداً إنَّ خلْف ذلك الوجه المُتنكر
رجلاً كان يرسم فؤوساً
ومصيدة طيور.
لم أفهم أبداً سيكولوجية تلك القراءات
فقد قالوا: مطر
وحلُّوا عقدة الجفاف.
ماذا يعرفُ المثقَّفون عن هذه القصيدة
إذا لم يصلوا إلى النشوة أبداً مع البحر؟

حرب
سيّارة تعبر
تبتلُّ
تقتحمُ أبعاد شرفتي الحزينة.
كلُّ شظيَّة ضدَّ الزنك هي طفولة.
ليست بهذا البعد.
وها هي الرعود هنا.
تعطي للبنان صورةً أكثر شاعرية.

زواج
هُنا تنهار حدودُ المدينة
لأنَّ الحُبَّ ليس أكثر من معبدٍ
أعمدته سماءٌ تسند السفن.
أنا طريق الراحة
يداي تسقطان كمرساة عليك.
لننهض ونوقظ صمت الجروفات
لنخدش العاصفة بشمس الإنسان
لنقل إننا كنا نبحث عنك
في ملتقى نصفك
في ذروة تكوين الهواء
بالرغم من ثقله.
دون أن نغرق.

* Paola Valverde Alier شاعرة من كوستاريكا (مواليد سان خوسيه، 1984). نُشرت أولى قِصصها القصيرة عام 1999 بعنوان ” حلزونات في الطريق”. صدرت لها مجموعة بعنوان “ظلال ووجوه” عام 2001، ومجموعة “زاوية المربع الخامسة” عام 2010.
* ترجمة عن الإسبانية غدير أبو سنينة

العربي الجديد

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *