نصوص المدينة


*عبود الجابري

لستُ منْ هذهِ المدينة

لكنَّني أرافقُ أطفالَها كلَّ صَباح
نصعدُ معاً
إلى رأسِ الجَّبلِ
ونشحذُ أصواتَنا
ثمَّ ننزلُ على مهَلٍ
فرحينَ بأصواتنا المبحوحةِ
خائفينَ من أُمَّهاتنا
اللَّواتي لنْ يُصدِّقنَ
إننَّا سكبْنا كثيراً منَ الأغنياتِ
على بابِ الله
*****
لستُ منْ هذهِ المدينة
لكنَّني أسوةً بهؤلاءِ الهاربينَ منها
أحملُ دلوَ ماءٍ
وفأساً قديمةً
وأحفرُ في ترابِ الموتِ الطريِّ
*****
لستُ من هذهِ المدينةِ
لكننَّي أختلفُ إليها
كقمرٍ عابرٍ
او كنائحةٍ تتبعُ رصاصةً
تفتِّشُ عنْ وسادة
ربَّما تكونُ قلبَ رجلٍ
ليس من هذه المدينة
******
لستُ من هذه المدينة
لكنني كلّما شعرت بالعطش
حفرت في ترابها
وزرعت زيتونة
لماءٍ أنتظر وصوله
في ساقية هائمة
******
النهر علامتنا الفارقة
هكذا تتعرَّف علينا المدن
حين لانكون من أهلها
*****
لست من هذه المدينة…نعم
غالبا مايشير إليَّ العابرون
الذين يعرفونني
يقولون إنني أعرف الطريق إلى تنّورهم
قبل أن أشعر بالجوع
ويشي بي أولادي إلى أصدقائهم
وزوجتي إلى حزنها
وأصدقائي حين يعيدونني
الى البيت كلَّ ليلة
ويهمسون لسائق العربة
إنّي لستُ من هذه المدينة
_________
* شاعر من العراق يقيم في الأردن 
( العالم)

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *