حرام عليكم شوهتم نساء مصر


أماني ماجد

هى امرأة لم نعتاد رؤيتها، ربما نراها بين الحين والآخر،على استحياء تظهر، فى مسلسل هنا أو مسلسل هناك، لكننا نراها حاليًا فى اليوم عدة مرات وفى كل الفضائيات.. نراها شبه عارية، تترنح فى الملاهى الليلية، وتتنافس مع رفيقات السوء على الأثرياء … وأحيانا أخرى تدبر المكائد فى الموالد الشعبية وفى القصور الفخيمة وتجدها تدير بيوت الدعارة، وتوظف فتيات الليل، وتسن القوانين الصارمة لحياتهن الفاسدة… وفى الجامعة تجدها أستاذة عصبية معقدة، حتى الطالبات، ما بين غشاشة تستغل علاقتها بمدرسها، وابنة خادمة تعيش حياة مهينة …. وفى لهفة شديدة تجد تلك الفتاة، التى تبحث عن فرصة فنية، لتنال ما تناله من إهانة وغلق لكل الأبواب… بينما تجد الأخرى التى تبحث عن “شمة” لتنقلنا إلى عالم المخدرات بكل تفاصيله.. ولا تملك إزاء هذا الكم من النساء المشوهات نفسيًا واجتماعيًا إلا أن تسأل “من هذه المرأة”؟ أهذه أختى أو أمى أو ابنتى أو زوجتى أو إحدى أقربائى؟! أهذه هى المرأة المصرية؟! أهذه المرأة…. العاملة فى المصنع والمتجر، الفلاحة، المهندسة والطبيبة، القاضية والإعلامية، الفنانة الراقية، الفتاة المهذبة، الزوجة الودود، الأم الحنون… المرأة المعيلة، سواء كان الزوج حاضرًا أم غائبًا، والتى تعاني الأمرين من أجل أسرتها وأبنائها؟! ألم يجد مألفو المسلسلات أي امرأة مصرية ناجحة يتحدثون عنها، ألم يجد خيالهم المريض سوى تلك النماذج المشوهة الموتورة المسيئة وكأن كل المصريات يخرجن من هذا الملهى ليدخلن الآخر؟! ولماذا لم يعترض المجلس القومى للمرأة ولا المنظمات النسائية على هذه الترهات، أهى مجالس للهوانم فقط والدفاع عن احترام حرية ارتداء الميني جيب ومواجهة الختان فحسب؟! وأقول للمؤلفين : ألم تسمعوا عن أمهات الأبطال فى مختلف المجالات؟ ألم تسمعوا عن أم الشهيد؟ ألم تسمعوا أغنية “ابنى حبيبى يا نور عينى بيضربوا بيك المثل،،،، طبعا ما أنا أم البطل”؟! فأين هي أم البطل من راقصات الموالد ورواد الملاهى الليلية؟! حرام عليكم شوهتم نساء مصر…

اليوم السابع

شاهد أيضاً

الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر

(ثقافات)  الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر مصطفى الحمداوي يقول أومبرتو إيكو بإصرار لافت للانتباه: “لطالما افترضتُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *