*عبد العالي النميلي
خاص- ( ثقافات )
اَلأمكنةُ كئيبةٌ أم أنا الحزين ؟
غابتْ شمسُ آخرِ أيام العطلة ،
ينهبني الصمتُ ،
صمتٌ كرداء أسود ، من حجر .
وفي محطة القطار ،
سكبتُ قلبي في سلالها المثقوبة ،
وشيعتُ بالدمع المنسي المسافرين ،
وغادرني دفء الحمام ،
ودنيا الحلم أصبحت شاحبة كأعشاب المقبرة .
اَلأمكنة موحشة أم أنا الغريب ؟
في صف واحد كنتِ
و مساءَ الخريف الذاهل
و القطارَ المتربص بالسكك القلقة ،
و وحدي ومن غير ما أمل ،
كظل شبح مائل
بقيتُ
تعبرُ إلى عيني الهائمتين الحسراتْ .
اَلأمكنة جارحة أم أنا الهش ؟
ماذا تركتِ لمسائي ؟
وحشة خريف الكلام ،
وفجيعة ذبول القبل .
متوسدا خنجر الصمت ،
لأن الصمت من ذهب ،
ذهب ينصهر على لظي قلبي الملتهبْ .
اَلأمكنة باردة أم أنا المحموم ؟
متراكم تحت صفصافتك السالمة من إعصار السفر ،
أسترقُ النظر إلى الأفق :
لا شيء غير اسراب الأسى محلقة في الفضاء المغبر
في صمت و لا مبالاة .
ما شأن الأمكنة بي و بما سلبني السفر في محطة القطار ؟
مولاتي !
إلام ذا الغيم بيننا عابس بلا دموع ؟
آه لو لم تكن عيناك مسكوبتين في صدف الرحيل ،
لما عربدت في ساحات أيامي
زوابع الضياع .
مولاتي !
إلى مَ أظل صاغرا
لا ألاقيك إلا دقائق بين أحرف الرسائل ؟
آه لولا مراكب الحراسة
لمرقت أليك من حقائب المسافرين :
ألتف برموشك
حتى يختنق هذا الأسى المزمن .
______
*شاعر من المغرب