نقد الدراما السوريّة يحتدم على «فايسبوك»


سامر محمد إسماعيل

تختلط الرغبات والآراء على الموقع الأزرق إزاء أعمال الدراما السورية لهذا العام حيث تسمح الصفحات الشخصية لجمهور المشاهدين بالإدلاء بآرائهم وانطباعاتهم عما يشاهدونه في الشهر الفضيل. لا يمكن اليوم تجاهل موقع زوكربرغ كمساحة مهمة لرجع الصدى الذي غالباً ما يكون غائباً من حسابات القائمين على مسلسلات الدراما السوريَّة.

الناقد عمار حامد يكتب على صفحته الشخصية وبلهجة لا تخلو من السخرية والتهكم، منتقداً نسختي مسلسل «العراب» للمخرجين حاتم علي والمثنى صبح فيقول: «بمناسبة الاقتباسات من الأفلام الأجنبية وشرعنتها في درامانا المحلية، أريد لفت أنظار صناع الدراما أيضاً إلى أعمال سينمائية عالمية هامة، خذوا مثلاً فيلم «ذهب مع الريح». يا سلام على هكذا فيلم يناسب الأزمة تماماً لأنّه يحكي عن الحرب الأهلية الأميركية (الشمال والجنوب)، تحفة. ولا تنسوا فيلم Scarface من بطولة آل باتشينو، أيضاً فيلم مناسب للحرب، فهو يحكي عن مهاجر من أميركا اللاتينية إلى الولايات المتحدة، وكيف يتحوَّل لرجل مافيا رهيب وبعدها يقتل على يد من صنعوه، كذلك مناسب فهو يحكي فيه عن مافيا وقتل وضرب».
بالنسبة للخيانات الزوجية التي تناسب شهر رمضان، يتابع حامد: «لا تنسوا فيلم «أشياء للحياة» الفرنسي لرومي شنايدر، عن حكاية امرأة تصادق وتنام مع شخص متزوج.. واقتبستها السينما الأميركية بفيلم في فيلم «نقطة تقاطع» مع ريتشارد غير وشارون ستون، فالسينما الأميركية ليست أحسن منا. كذلك يحكي عن خيانة زوجية عبر رجل متزوج يعاشر غير زوجته، وبإمكانكم اختيار فيلم يناسب رمضان الكريم يمكن اقتباسه هو فيلم «مثلث الحب» كونه يحكي عن امرأة تعاشر ثلاثة رجال».
رأي شاطره به الكاتب حسن سامي يوسف مؤيداً انطباعية المشاهد السريع، إذ كتب صاحب مسلسل «الانتظار» مبدياً رأيه بمسلسلات المافيا السورية على صفحته الشخصية: «المسلسل الجيد يعلن عن نفسه من المشهد الأول، أغلبية هذه المسلسلات مُعَقَمة، تفوح رائحة الديتول من الشاشة، أظنها كانت تحتمل «شوية وسخ»، «العرّاب ـ نادي الشرق» مثالاً». يتابع السيناريست الفلسطيني المعروف: «جوهر الدراما، تراكمُ عددٍ كبيرٍ من الحقائق المختلفة، وليس تكرارَ الحقيقة الواحدة عدداً كبيراً من المرات، فهذا التكرار يسلب الحقيقة قيمتها». إلا أنَّ سامي يوسف يعود ويؤكّد أن «القاسم المشترك بين مسلسلات هذا الموسم المستعربة عدمُ احترام معرفة المشاهدين بالحياة، لكن المحظورات في المسلسل التلفزيوني كثيرة: الجنس، الدين، السياسة، إلخ… ولكن هذه المحظورات يمكن التحايل عليها بشكلٍ أو بآخر، أما الذي لا يمكن التحايل عليه، بحالٍ من الأحوال، هو المعالجة السطحية لهذه المحظورات».
من جهتها، كتبت الممثّلة أمل عرفة «هوية الدراما السورية في خطر»، مشيرةً إلى موضة اقتباس الأفلام الأجنبية في الدراما السوريّة. وأشارت عرفة إلى ظاهرة تشغيل ممثلات من «الدرجة العاشرة» في المسلسلات السورية، نزولاً عند رغبة المنتج والعلاقات الشخصية فكتبت على صفحتها: «كرمال الله إذا بنت حلوة ومتعاونة خليها بحالها، مو ضروري تصير ممثل! وهنا سأستعين بكلمة القذافي الشهيرة: «من أنتم»؟
يواصل «فايسبوك» السوري متابعته للنقد على طريقته، فالمشاهد هنا يعبر مباشرةً عن رأيه بهذا العمل أو ذاك، ما دفع الفنان أيمن زيدان للرد على ظاهرة النقد على الموقع الأزرق كاتباً على صفحته الشخصية: «تناقضات المعايير النقدية والانطباعية عن المسلسلات التلفزيونية على «فايسبوك» باتت محيرة فعلاً. أقترح أن ننطلق من الإجابة على نقطة إشكاليّة أوليّة، فهل نسبة المتابعة والمشاهدة التي يتفاخر بها البعض هي معيار جودة المسلسل وأهميته؟ إذاً لماذا يتفاخر البعض بذلك؟». سؤال يطرحه «مفيد الوحش» على «عتاة النقد» وروابط «عشاق النجم الفلاني والممثلة العلانية»، لكنّه يعود إلى ظاهرة المخرج «الصنايعي» لدى شركات الإنتاج. يكتب النجم السوري قائلاً: «طالما أن المستوى المعرفي والخبرة الحياتيّة والجماليّة لم تعودا شرطاً أساسيا للمخرج التلفزيوني، فأنا أؤكد أن أبواب الإخراج باتت مشرّعة أمام كل التقنيين من عامل «الشاريو» إلى أي فني آخر… إنّها الأميّة هي التي ستقود درامانا إلى المقصلة، خاصة إذا كانت هذه الأمية مغلّفة ببروباغاندا كاذبة يقودها المريدون الباحثون عن فرص عمل».
الجزء السابع من مسلسل «باب الحارة» لم يغب عن تهكمات أهل «فايسبوك»، إذ كتب الفنان التشكيلي بطرس المعري منشوراً يقول فيه: «في أول حلقة من باب الحارة الجزء 23، يلقى القبض على أبو عصام مع العكيد أبو شهاب في وضعيّة مثيرة ليلاً، وسيكون العكيد قد عاد سباحة إلى الحارة بعدما نجا من غرق التيتانيك».
السفير

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *